تعد صناعة السياحة في السعودية من أهم الصناعات التي تعتمد عليها المملكة خلال السنوات المقبلة لتأسيس ركن رئيسي في الاقتصاد الوطني أو ما يعرف اقتصاد ما بعد النفط، فلقد اعتمدت المملكة خلال العقود السابقة على الثروة النفطية في تدعيم الاقتصاد، لكن التوجهات الجديدة للمملكة وفقاً لرؤيتها في 2030 ترى أن تنّوع الاقتصاد ومصادره من أهم الأمور المستقبلية الضرورية لقوة المملكة على الصعيدين العربي والعالمي.
ووفقاً للرؤية الإستراتيجية للمملكة 2030 ان قطاع السياحة في السعودية هي من أهم القطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليها المملكة في المستقبل، وهي في أعلى سلّم الأولويات.
وذلك لأن المملكة تمتلك العديد من المقوّمات الداخلية التي تساعد قطاع السياحة على التقدم والازدهار في وقت قصير، من خلال إحياء التراث الوطني الذي لا يتجزأ من الحضارة العربية الإسلامية وتشجيع القطاع السياحي الغني بالثروات السياحية والفرص الاستثمارية بحيث يكون جزء من خريطة السياحة الدولية.
ولا شك أن هناك العديد من المقوّمات والأشياء التي تمتلكها المملكة لزيادة الاعتماد على السياحة لتكون ركيزة في الاقتصاد الجديد ومن أهمها هو البعد الحضاري والثقافي التاريخي للمملكة، حيث المكانة الدينية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك البعد العربي الإسلامي للحضارة والتراث في جميع مدن المملكة والآثار الثقافية التاريخية الهامة التي يمكن توظيفها في تقوية صناعة السياحة.
كذلك فإن المساحة الكبيرة للمملكة والمقدّرة بنحو 2 مليون كم 2 أو يزيد، وتنوّع الحياة الطبيعية ما بين الصحاري والجبال والمناطق السهلية والبحار والجزر، وكذلك تنّوع الحياة البرية والنباتية، والتنوّع المناخي والسكاني كبير للغاية، وهو ما يعزز التنويع السياحي الذي يعتبر ركيزة في صناعة السياحة السعودية، حيث تتنوع السياحة في السعودية ما بين سياحة المغامرات والسفاري، وسياحة الترفيه والسياحة التاريخية التراثية وسياحة الألعاب المائية وغيرها.
إن لكل دولة في العالم مزايا فريدة تختلف عن باقي الدول، وهذا يتضح في صناعة السياحة في هذه الدول، وكذلك تتفرد المملكة وتتميز بالعديد من المميزات الهامة مثل الثوابت الدينية والوطنية في آليات السياحة المحلية والدولية وكذلك الفعاليات الثقافية التي تزيد من نشر الوعي لأفراد المجتمع.
ومن ضمن المقوّمات الهامة لصناعة السياحة في السعودية هي الإمكانيات الهائلة التي وضعتها حكومة المملكة في تنظيم العملية السياحية وبناء الكوادر البشرية حيث توّفرت حوالي مليون وظيفة خلال السنوات الأخيرة ثلثها على أقل التقديرات من السعوديين، بينما زادت المنشآت السياحية سواء المطاعم أو الفنادق أو الشركات السياحية والمنتجعات و المدن الترفيهية بنسبة كبيرة خلال الخمس سنوات الأخيرة، وكأن صناعة السياحة في السعودية أصبحت هي الصناعة الوطنية التي تأمل المملكة الاعتماد عليها خلال العشر سنوات المقبلة في زيادة الدخل القومي السعودي.
ولقد أتت الجهود ثمارها بالفعل؛ ففي آخر الإحصائيات الحكومية عن زيادة نسبة الإيرادات التي آتت من القطاع السياحي بنحو 197 مليار ريال سعودي وهو ما يعني زيادة الأرباح خلال السنوات العشر القادمة وهو ما تخطط إليه المملكة بالفعل.
إن رؤية المملكة لصناعة السياحة شاملة وكاملة فهي تهدف إلى جعل السياحة في السعودية جزء من قوة الاقتصاد المحلي من ناحية، وجزء من صورة المملكة وثقافتها وتاريخها الممتد الذي لا يتجزأ عن الحضارة والهوية العربية والإسلامية وتصدير هذه الصورة إلى العالم.
تويتر : @oalshammeri