الأكذوبة تصنع الشهرة و الإشاعة تصنع زيادة المتابعين لا تصدق كل ما تسمع و كل ما ترى فبعض الإعلام اصبح مفبركاً خصوصاً في عالم التواصل الإجتماعي ، بعضهم يصنع الإشاعة و بعضهم يروج الأخبار الكاذبة و البعض الأخر يسوق و الباقون يصنعون الإغراءات. كم من أواني فارغة ضجيجها شديد في الآذان و بريقها يلمع في العيون ولكن عليكم أن تتأكدوا لأن ليس كل ما يرن خزفا وليس كل ما يلمع ذهباً.
من هنا ننتقل الى الحديث و بدقة عن الشاشات الصغيرة و صنع المؤثرين و المؤثرات . منذ متى أصبحت الألواح الالكترونية و وسائل السوشيال ميديا تعطي شهادات و خبرات و مؤهلات. و يتخرج منها إعلاميون ؟
في عصر الإنترنت كل من أمسك بجواله و ثرثر اصبح إعلامياً، و كل من صفقت له الجماهير من وراء الستارة اصبح إخباريا … و المشكلة أنهم يصدقون و ينعتون أنفسهم باعلامي محترف في مواقع التواصل الاجتماعي.
إن الإعلام رسالة و أمانة و طريق طويل بزل أصحابه كثيرا من الجهد والكفاح بمسارات طويلة لينالوا بجدارة حنكة و خبرة كبيرة لكي يصبحوا إعلاميين فهل يقارن الثرى بالثريا؟
و إلى أين نريد الوصول مع موجة خالية مقارنة مع الفكر الهادف و الأسلوب المتمكن لماذا ؟؟؟؟
لن نظلم كل مواقع التواصل الاجتماعي و لن نعمم على الجميع فهناك البعض من لهم خبرة حسنة و اُسلوب ممتاز و سلوكيات رائعة في نشر الوعي و الفكر الهادف واصحاب رؤيا رائعة و رسائل مفيدة ، ولكن مع الاسفً هناك البعض مجرد (مهايطية) ذو اُسلوب هابط و طرح فاضح احياناً و فكر دون المستوى. فأناشدهم بإسم كل ما يؤمنون ويعتقدون به أن يغيروا توجهاتهم وأسلوبهم لأن هناك جيلاً جديداً لا يعي الخطر الذي اصبح يهدد بيوتنا و اولادنا فكريا و انطباعياً.
ارحمونا من التفاهات و الفراغات فالانتشار جميل و لكن الأجمل أن يكون بأسس سليمة و فكر هادف و ليس هادم.
ارحمونا من نشر سموم الافكار المقتبسة و الفارغة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المؤثرات السلبية.
هل يجب أن نغير نمط حياتنا حسب المغريات ؟ ولكن لماذا ؟
لسنا بحجم المغريات التي كثرت في واقعنا المعاش و أصبحت تهدد بيوتنا و تسلب عقولنا و أبصارنا.
إلى أين نحن ذاهبون في هذا الكم الهائل من التنافس غير النزيه، لا ثقافياً و لا فكرياً و لا أخلاقياً و لا أدبياً.
الكل أصبح يسرد مشاكله على شاشة الهاتف النقال أو وسائل التواصل الاجتماعي ، تعرينا و عرينا واقعنا المعاش. الأغلبية تطرح اهتماماتهم وطموحاتهم دون تحفظ ويسعون في حل مشاكلهم النفسية. والاجتماعية و الايدولوجية و المادية و العاطفية و غيرها ، و ينغمسون في تلك الدروب الخالية بمحاولة تحقيق ذواتهم الضائعة و بلوغ الطموح في إنجازات وهمية على مواقع التواصل ، و يكونون بورصة مشاركات مهمة و الاعجابات الكثيرة والتعليقات الوفيرة و الاهتمام من الشخصيات الوهمية خلف الشاشات و يفرحون بالكم الهائل من المعجبين و هكذا يكون الإدمان الذهني و الالكتروني و الاستعمار الروحي و قتل الوقت و ضياع الهوية.
أصبحنا نعيش حرباً إلكترونية في السوشيال ميديا بين المشاهير كلها حقد و نفاق وتلصص و سب و قذف و رسائل مبطنة و تنافس على الفراغ و فقاقيع العالم الخيالي ، و تركنا الأساس الواقع الذي يصفع الجبين. فالأمم تحتاج إلى مهارات و إيجابية ووعي فكري كبير و مسؤولية وليس إلى دق طبول الإنترنيت و كثرة المتابعين على جدران الشاشات و كلمات و مهاترات دون هدف.
تحياتي.
ليلى رحال العطفاني
@lailarahhall