بعد 34 عاماً من تدشينه، يستعد مهرجان الجنادرية للتراث الوطني ببدء مرحلة جديدة في ادارته، وذلك من خلال الانتقال من إدارة الحرس الوطني الى الهيئة العامة للثقافة.
لقد صنع المهرجان باقتدار خلال الفترة الماضية الهوية التراثية الزاهية للمملكة، وأصبح حدثاً تاريخياً سنوياً يهم سكان المملكة والمقيمين فيها، بل ونجح باستقطاب ثقافات إقليمية وعالمية للمشاركة.
لقد حان الوقت فعلاً لانتقال إدارة المهرجان إلى قطاع معني بالتراث والاستثمار فيه مما يعزز من فرص إحداث نقلة نوعية جديدة للمملكة على الصعيد المحلي والدولي.
لقد أضحى المهرجان عنصراً مهماً في القطاع الثقافي والسياحي والترفيهي في آن واحد. ومن ثَمَّ ينبغي على القائمين عليه استثمار تاريخ المهرجان ومكانته في قلوب الناس ؛ كون هذين العاملين يشكلان عاملاً مهماً لتطويره؛ ويلزمهما المتخصص لتعظيم استثمارهما؛ وهو المأمول والمنتظر من الهيئة العامة للثقافة المعنية بما هو ثقافي وموروث وطني، ولعل ذلك من الصعوبة بمكان ان يتأتى دون تشاركية مع جهات أخرى ذلك صلة وارتباط بفكرة المهرجان.
توقيت انتقال المهرجان إلى الهيئة العامة للثقافة يساعد في تطوير نمط السياحة الثقافية داخل المملكة العربية السعودية بشكل كبير للغاية؛ فهذا النمط رائج لدى شريحة كبيرة من السائحين على مستوى العالم ،.ويعتبر واحدًا من أهم عوامل الجذب السياحي، فهو يُمَكن السياح من التعرف على المزيد من الثقافات التي تعد مختلفة تمامًا عن الثقافة الخاصة بهم والتي اعتادوا عليها. وبما أن المملكة تضم مجموعة مختلفة من العادات والثقافات الخاصة بها والتي لا تتواجد في أي مكان آخر وغير قابلة للمنافسة والاستنساخ، تصبح هذه السمات هي الضمان لإستدامة النشاط الثقافي والسياحي واستثمارهما في استقطاب عددًا كبيرًا من السائحين سواء في العالم العربي أو حتى الغربي.
كل الشكر لإدارة الحرس الوطني على ما بذلت من جهود طيلت أربعة وثلاثين عاما وحرصها على الموروث الثقافي مما انتج لنا هذا المهرجان المميز. واستمرارا لنجاح المهرجان ينبغي على الهيئة العامة للثقافة وضع بصماتها المتخصصة لتطويره وجعله منافسًا قويًا لأهم المهرجانات الثقافية في العالم ، وعامل لجذب المزيد من الزوار وتنشيط السياحة الثقافية ورفع شعبية المملكة، ليصبح المهرجان بمثابة بوابة المنطقة ثقافياً.
تويتر : @oalshammeri