التعليم مهنة نبيلة ورسالة عظيمة وتقاس نهضة الأمم بمستوى التعليم وديننا الإسلامي دين العلم والمعرفة ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة وقد قال صَلَّى الله عليه وسلم (إنما بعثت معلما) وعندما بدء الوحي في النزول نزلت أول خمس آيات من سورة العلق وتضمنت الأمر بالقراءة فقال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
تولي بلادنا أهمية بالغة بالتعليم منذ تأسيسها وقد مر التعليم بمراحل عديدة
حتى وصلنا لهذا المستوى المتقدم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا خصصت له الميزانيات التي مكنت المسؤولين من تطوير التعليم وتوفير البيئة المناسبة؛ لخلق أجيال صاعدة سلاحها العلم والمعرفة تساهم في نهضة الوطن بكل ثقة واقتدار وعندما تستثمر الدول في شبابها فهو إيمانا من قيادة هذه البلاد أن الشباب عماد الوطن وهم مستقبل الأمة.
المعلم هو محور العملية التعليمية ونقطة الإرتكاز ولذلك حرصت قيادتنا ممثلة بوزارة التعليم على تأهيله وتنمية مهاراته وإيجاد اللوائح والأنظمه التي تساعده على أداء مهامه باقتدار ومهنية عالية فالمسؤولية عظيمة والهدف سامي في خلق جيل يتمتع بالثقة بالنفس ويساهم في البناء والتطوير والنهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا.
يتسائل الكثير عن هيبة المعلم التي لم تعد كما كانت قبل أربعين سنة عندما كان يحظى باحترام طلابه والمجتمع ولا زلت اذكر قيامنا عندما يدخل المعلم الصف احتراما للمعلم
فقدان المعلم لهيبته ليس لعدم كفاءته؛ بل أرى أنه بسبب انفصام شخصية التعليم وتعدد الأنظمة وازدواجيتها وتضاربها مما ادى الى احباط المعلم وكسر هيبته فلم تعد لديه وسيلة للحساب أو الثواب ومن وجهة نظري فلا تربية بدون عقاب ولا تفوق بدون حوافز
نتمنى من وزارة التعليم ووزيرها النشط أن تعيد للمعلم مكانته الاجتماعية وتستعيد هيبته المسلوبة فهو من يضع اللبنة الأولى ليكتمل البناء ويغرس البذرة لنجني الثمار وحقا علينا مجتمع ومسؤلين تكريم المعلم
الذي تخرج من تحت يده العالم والطبيب والمهندس والطيار والضابط والتاجر والمثقف في شتى المجالات.
أحسنت وزارة التعليم في المبادرة بتحسين وضع المعلمين ووضعهم في المكان اللائق بهم الا أن أي تنظيم لا يخلو من السلبيات وهناك امتعاض من بعض مواد هذه اللائحة الجديدة فيما يتعلق بالعلاوة السنوية والرخصة المهنية وربطها باجتياز الاختبار وكذلك مكافأة نهاية الخدمة التي لا اعتقد انها منصفة كما أن التسكين على الوظائف لم يراعي الفروق بين المؤهلات وأرى أن المعلم الذي يخفق في الحصول على الرخصه يعطى فرصه لإعادة الاختبار واذا أخفق للمره الثالثه يحال لوظيفه اداريه.
تهدف هذه اللائحة لمواكبة رؤية ٢٠٣٠ والتي تهدف للنهوض بالعملية التعليميةوتحسين جودة التعليم.
وخلاصة القول ان المعلم يستحق
الكثير ونتمنى من وزارتنا الموقرة استطلاع آراء المعلمين حول هذه اللائحة وأثرها عليهم لتلافي سلبياتها قبل اقرارها بشكل نهائي.
بقلم : احمد بن عوض المالكي
أنما بعثتُ معلماً
(0)
(7)وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3332816/
التعليقات 15
15 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالرحمن المالكي
19/07/2019 في 2:56 م[3] رابط التعليق
رائع أستاذ احمد لا شك أن دور المعلم دور كبير ويزداد أهمية متى ما اعطينا للمعلم حقه وقدرة
ابو ياسر
19/07/2019 في 2:59 م[3] رابط التعليق
مقال جميل بارك الله فيك ونفع بك وبقلمك
غير معروف
19/07/2019 في 4:39 م[3] رابط التعليق
كلام سليم
Almalki
19/07/2019 في 5:15 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ورائع
حاسن الحكير
19/07/2019 في 6:14 م[3] رابط التعليق
جميع الوزرات تتنافس لتحقق للوطن مكان الصدارة دولياً ويبقى التعليم هو المحرك والمحفز لجميع المؤسسات
اذا أردنا تحقيق الرؤية ٢٠٣٠ علينا أن نلتفت للتعليم بوعي وأن يعطى المعلم شيء من الاهتمام . تحفيز تشجيع وأيضاً محاسبة. لم توفق الوزارة في ربط العلاوة بالرخصة لأن العلاوة حق مكتسب لجميع موظفي الدولة فكيف موظف لابد له من اجراء اختبار والحصول على رخصة ودولياً الشهادة الجامعية هي رخصة عمل . كذلك لم توفق الوزارة في تسكين المعلمين على السلم الجديد معلم يحمل دكتوراة ودورات تدريبية وخدمة ٣٠ عاماً ويسكن معلم ممارس !!!! لا فرق بينه وبين معلم لم يكمل دراسته العليا ولم يحضر برنامج تدريبياً واحداً
أيضاً مديري الإدارات التعليمية والمشرفين ورؤساء الأقسام يسكنون معلم ممارس .
ما هكذا تورد الإبل يا سعد
حصن شريان
19/07/2019 في 7:15 م[3] رابط التعليق
ابدعت اخي ابو ماجد بما سطرته من كلمات جميله . ولكي تعود هيبة المعلم لابد من تدخل وزارة التعليم باعطاء المعلم حق التربيه الصحيح بعيدا عن مفهوم ( الضرب الممبرح ) وعدم اعطاء الطالب الحق في التمادي باسلوب الا مبالاه مع معلمه حتى يكون التوازن والاحترام بين الطالب ومعلمه مع الاخذ في الاعتبار توضيح ذلك باوامر معلنه في الاعلام تحفظ حق المعلم والطالب .
ابو حسام
19/07/2019 في 7:44 م[3] رابط التعليق
مميز دائما في طرحك ابا ماجد بالتوفيق
غير معروف
20/07/2019 في 11:34 ص[3] رابط التعليق
مميز دائما في طرحك ابا ماجد بالتوفيق
(0)الرد(0)
ابو ثنيان
19/07/2019 في 7:58 م[3] رابط التعليق
تحية لك ايها النبراس
سعد بن نصيب
19/07/2019 في 10:00 م[3] رابط التعليق
أ. ابا ماجد : آنت مبدع كعادتك في اختيارك وطرحك . للمواضيع ذات المسؤليه المجتمعية التي تهم شريحه كبيرة من افراد المجتمع .
فالمعلمين ، والمعلمات : يمثلون ركيزه مهمه من ركائز المجتمع ، ذات المسؤليه المهمه التي يبنى عليها مستقبل الاجيال ، فأن خذلوا ، من وزارتهم بتلك اللائحه الصادمه فنخشى والله ما نخشاه على مخرجات التعليم مستقبلاً ، وأن تكون آثارها سلبية .
غير معروف
19/07/2019 في 11:46 م[3] رابط التعليق
شكرًا لتفاعلكم
essmaeel msfeer
20/07/2019 في 12:20 ص[3] رابط التعليق
ي سلام ابددااااااع من رجل يحيك الحرف وينثر الأبداع أينما حل وارخى ركاب قلمه المميز
كاسر
20/07/2019 في 2:20 ص[3] رابط التعليق
ماشاء الله مقال رائع
سعد
20/07/2019 في 5:29 ص[3] رابط التعليق
??? اهنيك كاتب رائع انت مفروض يحطونك في القمه وتصبح في مجلس الشورى
الشيخ/ احمد المالكي
24/07/2019 في 5:37 م[3] رابط التعليق
ليس لدي ما اضيفه فما كتبه ابو ماجد عن وضع المعلم وحاجته الى وضعه في مكانه المفروض ومنزلته التي يجب ان يكون فيها وما ورد في بعض التقيبات من الاخوان الذين سبقوني بمشاركاتهم من تعليقات تضيف الى ماتفضل به الكاتب الكريم نسأل الله ان يوفق الجميع ونتمنى ان تراعى حقوق المعلم.