يُحكى أن هناك فلاحاً يملك مجموعةً من الخيول الأصيلة ، وكان مُهتماً بتدريبها يومياً،فيفتح لها الإسطبلات ويطلق لها العنان في أرجاء المزرعة وكان لهذا الفلاح بقرة شقراء ، فكلما أطلق الخيل انطلقت البقرة بأقصى سرعتها ، اندهش الفلاح لفعلتها، وكلما انطلقت الخيول رأى مارأى فقال"مع الخيل ياشقرا" مثل شعبي يتردد على مسامع الكثير من الناس ومهما تعددت الروايات واختلفت حول قصة هذا المثل إلا أنه ينطبق على شريحة كبيرة من مجتمعنا ، وفي الحقيقة هذه النوعية من الناس تسمى"الإمعة"
الذي لايستقل برأي خاص به ولايعرف سوى تقليد الأخرين سواء كان خيراً أو شراً، سلبياً أو إيجابياً كأنه ممن ذكرهم الله تعالى في قوله "صمٌّ بكمٌّ عميٌّ فهم لايفقهون" فانتشرت بسببهم سلوكيات ومظاهر عجيبة ومستهجنة ، انجرف أمامها العقل ، وانتفت الحكمة ، فتحول هذا النوع من النّاس إلى قطيعٍ ثائر تسهل قيادته وتضطرب حركته ، في تنتظار عصا الراعي ليقودهم إلى حظيرةٍ ما.
قطيعٌ ثائر اجتاح كل ماقابله في طريقه، وصولاً إلى مواقع التواصل الإجتماعي حيث سادت التبعية العمياء وتعطلت العقول فسار الناس على نهجٍ محدد أُلقي على عاتقهم فساروا خلفه دون أي تفكير وأي رأي يُتّخذ بل "مع الخيل ياشقرا"
وإن أراد أحدهم التحرر برأيه كبلته حبال المجاملة وألحقته بالركب.
في غرفةٍ كبيرة وعلى طاولةٍ مستديرة تسود أجوائها أصوات مختلفة تدور نبراتها وتعلو درجاتها لنقاش محدد وللأسف لا يعلو إلا صوت واحد تتبعه جميع الأصوات بمنهجية وتبعية عمياء تسير خلفه الأكثرية.
فما أحوجنا أن نَعرِف ونُعرِّف عن هذه الفئة ومخاطرها على كافة الأصعدة في عالمنا وتوعية المجتمع بعدم الإنسياق خلف هذه الفئة التي مبدأها "مع الخيل ياشقرا".