خلال اليومين السابقين تم تداول خبر إلغاء حفل المطربة نيكي ميناج الذي قرر أن يكون ضمن إحدى الفعاليات العالمية بموسم جدة، ولكن رأيت تضارب في بعض التصريحات سواء من اللجنة المنظمة أو من المغنية نفسها في تفسير الإلغاء، فكل طرف يقول أنه هو الذي ألغى الحفل ، ولا يهمني الإلغاء بقدر اهتمامي لما هو أكبر وأهم ، ألا وهي العقود وصياغتها وسلامتها من الفجوات.
كثير من حالات التعاقد (بشتى أنواعها) من جانب أنها تحفظ حقوق الطرفين، ورسم طريق وحدود للعلاقة المبرمة مع إحسان النية، ومن جانب آخر تمنع التجاوز والإساءة وتتطرق للجوانب المعنوية كالسمعة والاحترام وما إلى ذلك. لكن من خلال تصريحات المطربة وتبعات الإلغاء ، أرى أن العقد المبرم ترك مساحات خالية وفجوات سمحت لنيكي مناج بتصريح انها هي من ألغت الحفل وكذلك العذر الذي تجاوز الحدود للحديث عن الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
هذه الحادثة لا يجب أن تمر مرور الكرام على اللجان المنظمة والقائمين على مثل هذه الأحداث والأنشطة، حيث أنها من أخطر الحوادث التي من الممكن أن تتعرض لها الدول والحكومات ، ويجب على منظمين الفعاليات تلافيها في المستقبل. فلا يمكن أن الجهات المختصة بالعلاقات العامة تبرز دور حكومتنا وتسعى لنشر ورفع مكانتها عالمياً أن تتصادم جهودهم مع ضعف في الجوانب القانونية وصياغة العقود ولم تضيق الخناق مع من لم يلتزم بها.
أخيراً، سرني خبر الإلغاء من الجانب السعودي لما يحمل معه من رسالة مكتوبة بالخط العريض عن حدود وقوانين يجب الالتزام بها وعدم التهاون مع من يتجاوزها ، ولكن يجب الحرص ثم الحرص ثم الحرص على صياغة عقود صارمة مع الأطراف الدوليين خاصة مع من يعتبر فرد ويتبعه الملايين من جميع دول العالم مثل المطربين والممثلين والفنانين، فلنأخذ هذا الحدث أن يكون إشارة تنبيه للمعاملات المستقبلية ، وأن لا نسمح لأحد أن يرتقي ويستغل الأكتاف السعودية.
تويتر : @oalshammeri