"قل هو الله أحد" آيات بينات، وبراهين واضحات، تسطر صفحات من معاني التوحيد الخالص في نفس كل مسلم ومسلمة.
"قل هو الله أحد" ... سورة أحكمت آياتها، في عبارة واضحة تختصر كل حرف من أحرف الرسالة المحمدية.
سورةٌ مكية، تعدل ثلث القرآن، خُتمت بها صلاة الليل، وعَبر عن حُبها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بأن فيها صفة الرحمن، فأحبهم ربُهم ورضي عنهم.
معانٍ وترانيم عِظام، تقول للكون أجْمع، بأن الخالق واحد، وأن المعبود واحد، وإلهكم إله واحد.
زُمرٌ بينات، تحمل في طيّاتها معنى كلّ عبادةٍ وتوكلٍ واعتماد، وتجمعُ كُلّ حُبٍ وإيمانٍ وإخلاص؛ لتُعلن بأن لك ربٌ واحد، يرعاك ويحفظك، وينعم عليك ويسترك، يكلؤك ولا يخذلك، فردٌ صمد، يقصده جميع الخلائق محتاجين إليه، تقدست أسماؤه وصفاته وتنزهت عن التَّحرِيف والتَّعطِيل، وعلا قدرهُ وشأنهُ سبحانه عن الوالد والولد، والشبيه والمثيل، كاملٌ في كل شيء، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
آيات امتلأت بها قلوب المؤمنين الصادقين، وخرت لها جباه الساجدين الخاشعين، لاهجةً ألسنتهم مرتلةً تردد، وكل الكون يردد: "قل هو الله أحد".
آياتٌ أيقظت قلب بلال رضي الله عنه، تحت وقع العذاب، فطغت حلاوة إيمانها على مرارة العذاب، فأطلق ذلك الحُداء الخالد "أحد أحد".
آياتٌ لعلّها توقظ شيئاً من سبات قلوبنا، وتغسل حوباً من شتات ذنوبنا، وترمم جذواً من ضعف إيماننا.
آياتٌ تحمل التوحيد الخالص، في قلب كل مؤمن موحد، وسورة يتمنى كل حجر وشجر، لو حوى كل لسانٍ يرتل: "قل هو الله أحد"