عزيزي القارئ الكريم؛ عيدكم مبارك ، وكل عام و أنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات .
ظاهرة اجتماعية ارتبطت بعيد الفطر المبارك ، ومظهر من مظاهره ، تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة، والسمات الرائعة ، فيها إدخال للسعادة و البهجة على القلوب ، نشر للفرح والسرور ، ترابط أسري ، نوع من التكافل الاجتماعي ، لها أثر طيب في نفوس الكبار قبل الصغار ، حتى أن الكثير لا يعتبر فرحة العيد مكتملة مالم يُحيي هذه الظاهرة إنها " العيديات" ومن منا يا سادة لم يحصل على عيديته في صغره ، بل حتى الآن، ونحن كبار ، لازلنا نمازح الآباء والأجداد ، ونزاحم الصغار ، لنحصل على عيدتنا ، والتي ربما تكون ريالات قليلة . لا تخجل أيها القاري الكريم؛ فالكبار أيضا من حقهم أن يفرحوا بعيدية من أب أو جد ، أو كبير سن من قرابتهم ، كان يعايدهم في صغرهم ، فالفرح بها له مدلوله الخاص ، وذكريات جميلة ، و لو كانت الآن جنيهات من ذهب لن تعادل وتساوي فرحة حفنة من " القريض " أو " المكسرات " أوحتى ذلك " الحلاو " اليابس الذي قرر أن يقضي بقية العيد " ناشب " بين الأسنان وفي فتحتات الضروس ، ولكن لأنها ستدغدغ مشاعرك ، وتحرك فيك الحنين إلى الماضي، إلى الأزقة والحارات، إلى بيوت القديمة ، الشعبية ، الضيقة التي تسكنها أكثر من أسرة ، بقلوب نقية، و صدور واسعة ، و نفوس غنية ، ستعيد على مخيلتك ذكرياتك مع أطفال الحارة، و قد لبس البنين ثيابهم البيض ، و طواقيهم المزينة بالزري المذهب ، وتزينت الصغيرات بثياب " الروز"، و "الشاكي " و " البخنق " وستمر أمامك لحظات سباقك مع اقران حيِك مرددين " عطونا عيدنا عادة عليكم لي...." ليستقبلكم الجميع بسعادة غامرة، وقد أعدوا لكم على قدر استطاعتهم ما يدخل السرور على قلوبكم وقلوبهم .
" والله يا وقت مضى لو هو بدينا مايروح "