"تستاهل شكراً.. من أعماق القلب"
**عزيزي الرجل: بعد تناولك وجبة الإفطار أوالسحور، اترك كلمة لطيفة لأمك، أو أختك، أو زوجتك؛ كي لا تشعر أنها تتعب في إنسان لايقدر قيمة المعاناة.. ولايحس في لحظات التعب.. ولايفهم في معنى أن من تجتهد من أجله هي إنسانة صائمة.. ولديها مسؤوليات كثيرة بالبيت"!!
**ربما البعض يعترض على الجملة الأخيرة في البداية، إذ من الممكن استبدالها بعبارة عتاب ألطف من تلك الكلمة، لكنها قد تكون مقصودة حتى يحس من كان إحساسه ضعيفاً بأهمية شكر الآخرين، وأن كلمة شكرا بسيطة لا تكلف شيئاً، تدخل بها السرور على من حولك.
**الكلمة اللطيفة والطيبة تذهب تعب ساعات أمهاتنا و اخواتنا وزوجاتنا في طبخ الأكل وإعداده وتقديمه..
** شكرا: التي تقدمها لأهل بيتك، تأتي ضمن حديث النبي الكريم- عليه الصلاة والسلام – حينما قال: من صنع إليكم معروفاً فكافئوه"، وأقل المكافأة كلمة "شكرا"
**انتقاد الأكل الذي يقدم لك قد يحرج أماً تعبت.. وقد يسيء إلى أختٍ أو بنتٍ قضت ساعات في المطبخ.. أو يجلب القلق لزوجة دائماً تطلب رضا زوجها وعائلتها.
** فلنتابع سيرة قدوتنا في ذلك هو سيد الأولين والآخرين – صلى الله عليه وسلم- الذي ما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه".
**بعد أن غردت بضرورة شكر أمهاتنا وزوجاتنا على موائد الأكل، أرسل لي أحد المتابعين الأعزاء قصة جميلة، وموقفاً ينبغي أن نتعلم منه.
**تقول رسالته:
طبعاً الموقف لابن يروي موقفاً حصل بين أمه وأبيه:
بعد يوم طويل وصعب من الصيام، وضعت أمي طعام الإفطار أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً، ولكن جزء من الخبز كان محروقا ً، انتظرت طويلاً كي يلحظ أبي ذلك ولا أشك على الإطلاق أنه لاحظه إلا أنه مد يده إلى قطعة الخبز واكل منه وابتسم لوالدتي، وسألني كيف كان يومي مع الصوم؟!
لا أتذكرُ بماذا أجبته لكنني أتذكر أني رأيتهُ يأكل منُ قِطعة الخبز بكل بساطة، عندما نهضتُ عن طاولة الطعام تلك الليلة، سمعتُ أمي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه، ولن أنسى رد أبي على اعتذار أمي :حبيبتي، لا تهتمي لما حصل ؛ أنا أحب أحياناً أن آكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وأن يكون به طعم الاحتراق!!
**وفي وقت لاحق سألت أبي إن كان حقاً يحب أن يتناول الخبز أحياناً محمصاً إلى درجة الاحتراق؟
فقال لي هذه الكلمات التي تبعث على التأمل.
**يا ابني: أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد أصابها التعب والإرهاق في يومها، وقطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم أو حتى محترقة لن تضر حتى الموت، الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه، علينا أن نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور، وأن نتقبل عيوب الآخرين وهذا من أهم الأمور في بناء العلاقات وجعلها قوية مستديمة!
**خبز محمص محروق قليلاً لا يجب أن يكسر قلباً جميلا!!، فليعذر الناس بعضهم البعض فَكل شخص لا يعرف ظروف الآخرين!
**وبالفعل فلا يعرف قيمة الشيء إلا من افتقده ، أتمنى أن نقرأ جميعاً هذه الرسالة ولنطبقها في بيوتنا شكراً وامتناناً وعرفاناً لنسائنا (في هذا الوقت هناك أم وزوجة وأخت وبنت تفعل ما بوسعها لترضيك على وجبة الإفطار فلا تحرمها من دعوة بالسر وإعجاب بالعلانية ) .
**(شكراً لكل امرأة تعبت لتجهيز مائدة الإفطار أو السحور .. شكراً لكل أم .. شكراً لكل زوجة .. شكراً لكل أخت .. رمضان لا يكتمل بدونكن ) .
** كانت تلك إحدى الرسائل النوعية اللافتة التي تحمل في ثناياها مضموناً جميلا غاية في الروعة ، و ذلك لأن فيها زخماً وافراً من الشكر لهؤلاء اللاتي يضنيهن التعب في سبيل اسعاد أسرهن .
وسلامتكم؛؛
**لحظة:
تعبت أسولف لك وأنا ماتكلمت..
أسكت أنا واترك عيوني تكلم.
لاتفهم إحساسي ولاتفهم الصمت..
مدري وش أسوي عشان تفهم.؟!