الأمم كلها في عصر التلفزيون والأفلام والأنترنت تحاول العودة إلى تراثها لتصوغه للأجيال حتى يطلع عليه الأحفاد, وتحاول كل الأمم أن تلمع تاريخها, بل وتخترع تاريخًا من العدم في بعض الأحيان, لتصور للناس أنها تعود في أصولها إلى أمم ذات حضارة وعلم وقوة, وما تنتجه هوليود وشركات الإنتاج العالمية من أفلام لرعاة البقر أو لأمم اليونان والرومان ولفترات تاريخهم المختلفة يأتي من قبيل التمجيد للتاريخ الأوروبي وما يتبعه من حضارة غربية أمريكية أو غيرها, وهم في هذا السبيل يبذلون الأموال الطائلة ويستخدمون العقول الجبارة لإخراج هذه النوعية من الأفلام أو المسلسلات التي تهدف لتلميع ماضيهم, وليبروزا للأمم قاطبة أنهم من أهل الحضارة, وسواء كانت تلك حقيقة أم تزييف إلا أنهم يحاولون السيطرة على الماضي وطريقة عرضه كما سيطروا على الحاضر.
وفي الأمة الإسلامية والعربية هناك محاولات نادرة لإنتاج مسلسلات تلفزيونية تعالج بعض القضايا التاريخية وأكثر ما تبرز تلك المسلسلات والأفلام في شهر رمضان أكثر من غيرها, والحكم على تلك المسلسلات والأفلام يصعب أن يكون إجماليًا, ولكن من الملاحظ افتقاد الكثير منها إلى مرجعيات المختصين من المؤرخين, وبالتالي يقع الكثير من هذه المسلسلات في أخطاء وتشويه للحقائق التاريخية, أو صياغة بعيدة عن الواقع كربط المسلسل أحيانًا بقصة غرام, أو تزييف حقائق تاريخية بأهداف مختلفة, وتستغرب كيف تصاغ بهذا التشويه المتعمد, فإدخال قصص الحب في المسلسلات لا نراه إلا في المسلسلات العربية, بينما نجد قصصًا جادة وواقعية عند الآخرين, ومن المفترض في منتجي تلك المسلسلات أن يعودوا لأهل الاختصاص لأخذ الفكرة والمراجعة والتصحيح. كما يستفاد من كُتَّاب الحوار والسيناريو, إلا أنه ينبغي التأكد على المراجعات التاريخية العلمية لمثل هذه المسلسلات كما يفترض في محطات التلفزيون الخليجية وهي المستهلك الأول لهذا النوع من الإنتاج التلفزيوني أن تشترط على المنتجين, مراجعة المختصين لمثل هذه المسلسلات قبل إنتاجها.
وكما يخسر المنتجون على الماكياج والملابس والديكورات آلاف الدولارات فإن من الأولى قبل كل ذلك بذل المال في تصحيح العمل وتنقيحه أولاً وهذا ليس صعبًا وليس كثيرًا بل هو أول الخطوات التي ينبغي القيام بها.
وأنا هنا لا أدعو للحد من هذه المسلسلات بل على العكس أدعو للتكثيف منها ولكن بالشروط السليمة للرواية والقصة الصحيحة, وبالشروط الفنية الممتازة التي تخرج العمل جيدًا ومحببًا للأجيال حتى يمكن ربطهم بتاريخهم المجيد الذي لا يوجد عند أي أمة من الأمم الأخرى مثيلاً له وأن تكون تلك المسلسلات وسائل بناء وتحبيب للأجيال في ماضيها مما يساعد على بناء حاضرها.
- معالي وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل
- التصدي لتهريب 250 كجم قات بجازان ومنع ترويج 5.6 كجم حشيش بعسير والجوف
- 5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024
- “الضمان الاجتماعي” يوضح الشروط الملزمة للمستفيدين لقبول الفرص الوظيفية المقدمة لهم
- «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي
- “المدني” ينقذ شخصًا عالقًا بمرتفع جبلي في الطائف
- «الزكاة»: مراحل ربط الفوترة الإلكترونية سيتم تحديدها وإشعار الفئات المستهدفة
- “تنظيم الإعلام”: فسح أكثر من 470 من الكتب والمطبوعات و55 محتوى سينمائيًّا خلال أسبوع
- «الصحة العالمية»: جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
- «النمر»: عدم التحكم في «الضغط» من أكثر مسببات قصور القلب
- الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات
- باستثمار مليار دولار.. “أرامكو ديجيتال” تتجه للاستحواذ على حصة كبيرة في “مافينير” الأمريكية
- سقوط 22 متستِّرًا في قبضة الحملات الميدانية.. ضبط 19696مخالفًا
- بطء الكلام والصوت العالي.. تعرَّف على 5 علامات لضعف السمع عند الأطفال
- تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
المقالات > المسلسلات التاريخية
أ. د. عبدالعزيز بن إبراهيم العُمري
المسلسلات التاريخية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3318740/