قال الله تعالى في كتابه ؛ ” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيامٍ أُخر" البقرة
اقتربت نسمات شهر الصيام والقيام،التي تزيد به حلاوة تلاوة القرآن، أيام قلائل و تلامس القلوب والأرواح نفحات إيمانية ، ها هي تباشير رمضان تهل بفضائلها ومحاسنها وترابطها ، ساعات معدودات و نستقبل أجل الشهور ، وأكرم الأزمان، شهر المغفرة ، والرحمة والرضوان، شهر تصفيد الشياطين، وغلق أبواب النيران ، شهر فتح أبواب السماء وأبواب الجنان.
فيه الرأفة والرحمة والإخاء ويقظة الضمير الأخوي، والدعوة لتوثيق أواصر الاحساس بالأخر؛ والمحتاج والمعُسر في أجمل المعاني والقيم الاسلامية والتربوية والتسامح.
فالعالم لا يخلو من المشاحنات فيصل بعضها إلى السباب والقطيعة الحادّة بسبب اختلاف في موقف أو رأي وتترتب في أغلب الأحيان حالات من التباعد فلا شك أن هذه الحالة من العدوانية والكراهية السائدة لا تتوافق مع أجواء الشهر الفضيل ، بل وتُبعدنا جميعاً عن الاستفادة من خيراته وبركاته فالأعمال العبادية ما لم ترتبط بسلوك إيجابي ينعكس على التعامل مع الآخرين، فإنها تفقد مصداقيتها ومعانيها وأهدافها السامية.
فالسؤال هنا كيف لنا توظيف هذا الموسم الروحاني العظيم كي يكون مناسبة لتصفية الخصومات وتزكية النفوس ؟
ينبغي علينا أن نكون متسامحين ونسامح كل شخص أخطأ في حقنا وظلمنا وحسدنا لنجعل هذا الشهر شهر خير ومحبة ومودة.
فإن من أبلغ معاني شهر رمضان أنه يجمعنا في محافل طاعة الله وأعمال الخير من صلاة وصدقات، يجمعنا بالأهل والأحباب على مائدة التواصل والتكافل؛ فشهر رمضان منبع العطاء، والطمأنينة والحب والتقرب إلى الله بكل خشوع، و تواضع.
ننتظرك يا شهر الطاعات بشوقٍ ولهفة، فيك نذكر بخالص الدعاء أحباب وأصدقاء رحلوا عنك وتركوا شوقاً في القلب لا ينسى، فأسألك يا الله أن تجمعنا بهم في فردوسك الأعلى .
وبهذه المناسبة العظيمة أبارك للأمة الإسلامية وصول الضيف العزيز ، وأرفع أسمى التهاني وأرق الأماني لمليكنا وولي عهده فقد حل شهر الصيام والقيام ودعواتي بأن يعيننا العلي القدير لصيامه وأن يضمنا لعتقائه. .