إنّ العمل الاجتماعي مبدأ من مباديء ديننا الإسلامي وخلق حسن من هذا الدين القويم ومبدأ سليم من العادات الحسنة التي حث عليها الشرع الحنيف. إنّ العمل الاجتماعي لابد أن يكون ديدن كل بيت وعائلة وحي ومجتمع. قد تجد من يختلف معك في وجهات النظر وهذا على مستوى البيت الواحد فكيف بالمجتمع لكن يحمد لذلك الاختلاف إن كان سليم المبنى والمعنى ويرفض إذا كان عكس ذلك لأنّ العمل الاجتماعي يعني التكاتف والتلاحم والتراحم والمودة وحب الخير للجميع وطالما أنّه عمل جماعي فبالتالي تقل الأخطاء إنْ وجدت ويكثر الصواب - بمشيئة الله تعالى - ولا يستطيع أحد أنْ يعرقل ذلك العمل الفاضل لأنّه ملك للجميع وبما أنّه هو ذلك فهو مشاع لكل أحد لمن يستطيع أن يعمل فيه وأن يكون مؤهلاً ثقافياً واجتماعياً ومعنوياً ولا تُحصر تلك الثقافة بمن يحمل القلم ويكتب به. إنّما أقصد تلك الثقافة بمعناها الواسع كالرأي السديد والإنصات لما يقوله الناس واحتواء تلك الآراء مع الحلم والتؤدة وحب الخير للناس والابتعاد عن حب الذات والظهور المزيف ولو دققنا النظر قليلاً لواقعنا اليوم وجدنا أنّ الجمعيات الاجتماعية والخيرية والخدمية تقوم بنفس هذا العمل النبيل و المنتشر في جميع مناطق بلادنا أعزها الله وحفظها من كل مكروه حيث تجد في المدينة الواحدة عشرات الجمعيات في جميع مناحي الحياة وفي جميع الجوانب سواءً الخيرية أو الطبية أو الخدمية أو نحو ذلك.
والعمل الاجتماعي له فروع كثيرة متعمدة ومتنوعة لأنّه يعني كل فرد من المجتمع حسب استطاعته ومعرفته فيما يجب عليه أن يعمله لأنّ ظاهرة العمل الاجتماعي في المجتمع تدل على الرقي والتقدم وقبلهما الوعي المنبثق من العلم والمعرفة وكل شخص يستطيع أنْ يقوم بهذا العمل الفاضل حسب إمكاناته وقدراته سواءً في مجتمعه الصغير الذي هو بيته أو في مجتمعه الكبير ويتلخص ذلك العمل الاجتماعي في أمور كثيرة :
منها إصلاح ذات البين ومشاركة أفراد المجتمع في أفراحهم وأحزانهم وغير ذلك. ولو نظرنا قليلاً وجدنا أنّ أكثر تعاليم ديننا الحنيف تحثُّ على العمل الاجتماعي كالصلاة والصوم والحج. وهذا يعطينا مؤشراً مهماً. إنّ المجتمع كالجسد الواحد لافرق بين أفراده كما جاء ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة وإذا أردنا نجاح هذا العمل لابد أن تتحقق فيه نقاط مهمة جداً. وأولها احتساب الأجر في ذلك و أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى وموافقاً لما جاء به الشرع المطهر ثم أن يكون حادينا في هذا العمل النفع العام المتعدي للغير. لكن هناك معول هدم يقوّض ذلك العمل من أساسه أو ينخر في ذلك الجسد من قواعده. وهم فئة يطلق عليهم "أعداء النجاح" أناس قد نصبوا أنفسهم أوصياء على الناس فلابد أن تصدر من عندهم كل صادرة وتورد عليهم كل واردة و هذا العمل المشين فيه استخفاف بعقول الناس.
اللهم أدم علينا أمننا واستقرارنا في هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية وأن يحفظ ولاة أمرنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم : عبد السلام بن راضي بن جابر الرحيلي.
ناشط اجتماعي المدينة المنورة
التعليقات 1
1 pings
زائر
23/03/2019 في 5:52 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله …
(0)
(0)