مجزرة المسجدين في نيوزيلند لم ولن تكون الأولى والأخيرة في سلسلة الهجمات التي يتعرض له المسلمين في الغرب، حصيلة عام ( 2017 ) فقط وثقت ألمانيا نحو ألف هجوم على المسلمين والمساجد نفذ بعضها بدماء الخنازير , (500) استهداف ضد المسلمين في أسبانيا , رسائل بريدية تصل لبريطانيين تحثهم على التخلص من المهاجرين .. الخ .
ما يحصل في الغرب حاليا تختزله الكاتبة النيوزيلندية ماري آن سالموند : عقيدة العنصريين البيض تقوم على الغطرسة . ما يميز هذا الحادث عن غيره ليس في العدد الكبير من الضحايا , بل في ردة الفعل الدولية العالمية . في البداية فإن الحادث لقي استنكارا واستهجانا دوليا منقطع النظير من قبل الأعداء والأصدقاء على حد سواء , بدءا من الأمم المتحدة إلى نتينياهو الإرهابي الذي أراد أن يركب الموجة , إلى ترمب الذي كثيرا ما حاول الصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين , حيث صرح المتحدث باسم البيت الأبيض بأنه لا صلة تربط بين الرئيس ترمب والجاني ، الجاني بدوره أعلن عن إعجابه بالرئيس ترامب .
أقوى موقف دبلوماسي هو الذي اتخذه رئيس الوزراء الكندي ترودو ، ففي خطابه الذي ألقاه في البرلمان الكندي هاجم العديد من الساسة في أوروبا واتهمهم بالتحريض على الكراهية ونشر التعصب وزيادة عدد الهجمات التي يتعرض لها المسلمين في أوروبا . العالم الغربي الذي حاول طوال السنوات الماضية أن يلصق تهمة الإرهاب بالمسلمين يجد نفسه اليوم في موقف لا يحسد عليه ولأول مرة نجد من يعلنها بصراحة (إرهاب) ! وإن حاول البعض تمييع الموضوع بعيدا عن ذلك (فرنسا) . سوف يكون لمجزرة المسجدين تداعيات كبيرة سوف تأخذ بعدا أمنياً وسياسياً وعقدياً واجتماعياً . اعتقد بأن هناك العديد من القوانين التي سوف تصدر في الغرب تجرم فيه العنصرية والكراهية وإزدراء الأديان على وزن معاداة السامية , ولن تكون حرية التعبير (طوق نجاة) لأي كان كما هو الحال مع صحيفة " شارلي إيدو" .. على العالم الإسلامي وبالذات الدول التي يتم اتهامها بالارهاب او نشر الكراهية (الإبتزاز) , أن تستثمر هذا الجريمة والتعاطف الدولي مع المسلمين الى أقصى حد ممكن وأن تتحول من الدفاع إلى الهجوم , خاصة وأن العالم الغربي الآن يعيش تحت وقع الصدمة (الدفاع) , وأفهام العالم الغربي بأن المسلمين هم أيضا ضحايا الإرهاب خاصة في الدول الغربية , وأن على الدول الغربية أن تكف عن القاء التهم على الدول الأخرى لأن الإرهاب ايضا يحمل بصمات صليبية لا يمكن تجاهلها . اخيرا من ثمار هذا الحادث سوف نشهد دخول العديد من الناس في الغرب في دين الله أفواجاً .
التعليقات 3
3 pings
زائر
20/03/2019 في 7:52 ص[3] رابط التعليق
احسنت استاذ فوزي مقال في الصميم ?
(0)
(0)
محمد النجم
20/03/2019 في 9:53 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل و وافٍ حول ماحدث في نيوزلندا ، وكما تفضلت أستاذ / فوزي قد يكون سبباً في دخول الكثير للإسلام ، وبنفس الوقت يظهر ان الإرهاب لا دين ولا جنسية له ، شكرا على هذا الطرح ، وبالتوفيق ان شاء الله
(0)
(0)
زائر
20/03/2019 في 7:11 م[3] رابط التعليق
بارك الله فيك
(0)
(0)