نلاحظ خلال السنوات الأخيرة الاهتمام المتزايد بجوائز التميّز في الكثير من الوزارات والهيئات والقطاعات في المملكة العربية السعودية ، تزامن ذلك مع تطور ملحوظ في معايير الجوائز وآلياتها ومتطلباتها ، وحين بدأت تلك الجوائز لم تكن تحظى بكل هذا الزخم من الاهتمام من قبل العاملين في الميدان ومقدمي الخدمات بسبب عدم انتشارها واعتقاد بعض الأفراد أو الجهات بأن مجرد التفكير فيها ما هو إلا أمنية أقرب إلى الخيال ، ولا شك بأن القائمين على تلك الجوائز كانوا واعين لتلك المسألة ، لذلك فإننا حينما نتابع اليوم ما وصلت إليه تلك الجوائز ونشاهد الأعداد المتزايدة المتنافسة فيها ندرك مدى التخطيط الاستراتيجي الفاعل الذي حقق لتلك الجوائز الاستدامة والانتشار وفق خطة زمنية محددة لا زالت تعمل جاهدة للوصول إلى أكبر شريحة من الأفراد والجهات في شتى قطاعات الدولة .
إن الهدف الذي تشترك فيه معظم جوائز التميّز هو نشر ثقافة التميّز وهو الهدف الرئيس والبعد الأعمق الذي تسعى كل تلك الجوائز إلى تحقيقه وما قيمة الجوائز المقدمة للفائزين إلا وسيلة لتحقيق ذلك الهدف من خلال رسم النماذج المثلى التي تحقق للمنشئات المختلفة بيئة عمل مميزة تساعدها على تقديم خدماتها بأفضل طريقة وأعلى جودة ، وإذا ما عرفنا بأن التوسع في الجهات المشتركة في تلك الجوائز من أهم الركائز الاستراتيجية لها فإننا سندرك مدى جودة التخطيط والتنفيذ لنشر ثقافة التميّز في معظم الجهات مما سينعكس إيجاباً على قدرة كافة قطاعات الدولة على النهوض بخدماتها والمساهمة في التنمية بشكل فاعل وتحسين جودة الحياة والذي يعتبر من أهم ركائز رؤية المملكة الطموحة .
وكما نعلم فإن التميّز ليس مجرد جوائز أو هبات ، بل هو هدف كبير يتطلب تحقيقه الكثير من المثابرة والجهد ، وقد يقول البعض أنه بإمكان أي فرد أو جهة أو منشأة تحقيقه بمفردها دون الاشتراك بأي جائزة ويتساءل عن فائدة جوائز التميّز الرسمية وعن سبب الاشتراك بها إذا كان الكل قادرٌ على تحقيق التميّز بمفرده وحسب رؤيته الخاصة ؟ وهو سؤال مشروع تكمن إجابته في أن الجوائز الرسمية تحظى بمعايير ومتطلبات يتم وضعها من قبل خبراء في مجال عمل الفرد أو المنشأة ويتم عادة تحكيمها عن طريقهم أيضاً مما يضمن للمشترك في الجائزة السير على المعايير الصحيحة في مجال عمله والتي ربما يغيب عن ذهنه بعضها خصوصاً إن لم يكن قد اطلع بشكل كافٍ على تجارب الآخرين ، كما أن من مميزات تحقيق التميّز عن طريق الاشتراك في الجوائز هو وضع المشترك أمام تحدٍ حقيقي مرتبط بزمنٍ معين ومعايير محددة ستساعده على بذل كل ما بوسعه للالتزام بها وتقديمها بالشكل المطلوب وعدم الاشتراك في تلك الجوائز ربما يقلل من جودة تحقيق المعايير أو تأجيل تحقيقها نظراً لعدم وجود إطار زمني محدد .
وبحكم عملي في الميدان التعليمي كقائد لمدرسة متوسطة سبق وأن حققت جائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز في دولة الإمارات العربية المتحدة وتسعى حالياً إلى المنافسة لتحقيق جائزة التميّز بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية فإنني سأتحدث هنا عن فائدة الجوائز الخاصة بالتعليم لأؤكد ومن واقع تجربة على أن الاشتراك في تلك الجوائز من شأنه أن يضيف للمنشأة التعليمية خبرات كبيرة وواسعة بالإضافة إلى الخبرات السابقة من ناحية تنظيم وتوثيق الأعمال والعمل على تقديم المبادرات والبرامج المبدعة بالإضافة إلى تجويد وإتقان العمل التعليمي والتربوي الأساسي ، كما أؤكد على أن كل تلك الأمور تصبح فيما بعد أسلوب عمل وثقافة متجذرة في المنشأة لا يتطلب العمل بها فيما بعد أي مجهود بل ستجد أن فريق العمل بالمنشأة قد تبنى تلك الثقافة وجعلها جزء من عمله اليومي دون تكلف أو جهد يذكر وهو الهدف الأسمى والبعد الأعمق الذي تحدثنا عنه والذي من خلاله يتحول التميّز في نفوس العاملين من التمنّي إلى التبنّي .
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
المقالات > التميّز من التمنّي إلى التبنّي
التميّز من التمنّي إلى التبنّي
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3303889/