لي مع العرب حكاية ..لايمكن أن أصنفها بالسعيدة ..لي مع العروبة جروح لم تنفع معها كل الضمادات الطبية...حكايتي مع العرب والعروبة يرويها لكم أربعة صبية...
أربعة صبية ومن دونهم جوقة من الأطفال الذين لم أخاطب , أربعة صبية بأربع لهجات , رحماك يا رب ماذا حدث !!
في طرقات مدينة بائسة يعبث فيها الدمار ...
وعلى مشارف قرية تضج بزفرات الإحتضار....
وعلى أعتاب آخرى لا ليلها ليل ولا نهارها نهار ...
وبالقرب من النهرين طفل يشكو من سوء الجوار ....
وآخر يغازل بحجر من الأحجار وفي نهاية المطاف طفل يأخذه الفيضان .
أربعة صبية لم أصادف بفقههم قط
ولما ارى مثل حججهم لأنها كانت مثيرة
كما ولم أشعر بسعادة قط لدى سماعي لهم اذ كانت حكاياهم مريرة
أربعة صبية بأربع أثواب مختلفة ما يميزها فقط أنها خيطت بخيوط عربية وبماكينة أجنبية .
أربع لهجات أخذت مني كل اذن وأصغيت جيدا لما بثته من شكوى وشكواهم تقرع باب السماء .
- الصبي الأول
بملابسه من اليمن الذي كان سعيدا وخنجره المعقوف إلى بطنه وكأنما قدر له أن يغتاله من يسكن في بيته .....
قال يا عم نعم الرجال رجال اليمن
فيها صنعاء وعدن
لن نشكو من غدر الزمن
ولن نقول لكم كان بين تلك الحدود وطن
عماه ...هذا القدر ...لن يقلل من وقعه حذر
اضعنا في خرائطنا الضمير ...بريء من قلوبنا الحجر
يأكل من زادك ويشرب من مائك ويختطف بالموت اباك
هل هو شريك بالوطن أم انه وكيل للهلاك ؟
عماه نشكو لله القلوب الفارسية ...بلسان عربي هدموا اليمن السعيد
جئت لأرى الصحب لأنني سمعت مؤخرا بأن هنالك هياكل عربية بقلوب اسرائيلية .
لم اجبه ببنت شفه واحدة , صدمني هذا الصبي
-الصبي الثاني
بعدها جر يده صبي آآخر كان يقف على مقربة منه يرتدي لباسا اعرفه
فقال مخاطبا الصبي اليمني :
لا تخبر أحد بما دهاك ....
لن يسمعوا إلى نداك ...
أخبرتك أكثر من مرة بأن لن يعالج الوضع سواك ...
أخبرته : مهلا يا صبي , لمَ لا تصل على النبي لم يخبرني هذا اليمني الكريم بسر اطلاقا .
قال يا عم انا من العراق بوابة العرب الشرقية .....بحكومة فارسية ...
يُقتل الأطفال فيها ان حملوا تلك الهوية ...
فيها براميل تطير و قصف ليلي ومن دونه مدفعية .....
تغير الطائرات علينا ليلا لأن بيننا عمر وعثمان وعلي ...
يريدون أن ينقذوا عليا منا ونحن احق بعلي ....
أولئك الذي يقاتلونا مرضى....
إن لم يفعلوا ما يؤمروا فطهران عنهم لن ترضى ....
يا عم إن العرب باعونا في لحظة ...
فلماذا يجبر هذا الصبي من اليمن على أن يحدثك بشيء عن أيام المحن !!
أطرقت رأسي وسائلت الله أن أتماسك .
-الصبي الثالث
جاء الذي لا أشتهي سماعه
طفل صغير مردود البضاعة
عرفته , نكرته , الفته, جهلته ...
لا أعرف ماذا حدث
أطرافه مبتورة
أسنانه مكسورة
لم يبتسم لكن الوجع رسم تعابير ثقيلة فبان مبسمه
مخاطبا الصبيين الآخرين , ما خطبكما ؟ ومن هذا العم المترف ؟ ومن أي بلاد الله جاء ؟
يبدو أنه لا يعرف الأخبار ...
لأنه منشغل بكثرة الاسفار ...
سمعت حديثه معكما لا ضير أن اخبرته بكلمات بعدها ننصرف إلى بعض شأننا ,
عماه ما الذي حملك إلى هنا ...
هذه بلاد غنية بالموت وأنت لا تبحث عن هذا الغنى ...
فيها حاكم بعيون خضراء ....
يحب مشاهد الأشلاء...
يطمئن لتجارة النساء...
يحلف برأس روسيا و يغفو بحضن الشيطان
يا عم .....
منذ أربع سنوات خلت....
وبلاد الشام بالموت اشتعلت....
كثير من الانفس استشهدت....
الكثير من الثكالى انتحبت....
رجال أوصالها تقطعت....
عجائز أهينت وبالمدرعات دهست....
فلماذا أتعبت حالك واتسخت في مشوارك ثيابك
الحال لا يسر و يا الله مالنا غيرك يا الله .
-الصبي الرابع
ليس ببعيد من هؤلاء الفتية الذين أرسلوا إلى وجداني صواعق ماحقات ...
كان هنالك صبي يلعب بحجارة و يضع على جرح يده اليمنى كوفية بيضاء معفرة بدم أحمر
قال أما أنا فقد عرفتك وعرفت الصبية الذين خاطبت ....عندما كنت في عامي الثالث وأنا أذبح وأنتم تتناقلون الأخبار على شاشاتكم جرح وقتل واستشهد طفل فلسطيني , مازالت حجارتي بيدي لأنني كنت مؤمنا بأن الله لم يخلق عبثا هذه الحجارة بها تختبر عمق الماء وبها تبنى الحضارة , بها تطرد الكلاب ومنها تبنى في بلدانكم سفارة , منها أصنع خطوط دفاعي وأركم بعضا منها على ميحط المزرعة لأن الخنازير يعبثون بالمحاصيل وأنا على الأرض مؤتمن ...
أنا علمت إن نهضت شعوبكم وجدت ثلاث سياط أحدها سوط حكومة موالية لإيران , والثاني إيراني صنع في طهران والآخر صهيوني لا يحتاج إلى برهان .
لم أتحدث إلى غيرهم , لكنني أخال نفسي أني لمحت صبي مصري وآخر ليبي فأحدهما قال لم يحسن حسني أما الثاني فصاح لم يعمر معمر ...
انتهى الحوار عند الفجر وقت الآذان وفي القلب شغف لمعرفة ما يحصل في السودان , مسكين يا وطني العربي فأبنائك بين قتيل وجريح ومشرد واخر يجرفه الفيضان .
- 911 في 24 ساعة… أكثر من 86 ألف اتصال بـ 3 مناطق
- “حرس الحدود” يجدد تحذيره للباحثين عن “الفقع”: “ابتعدوا عن المناطق الحدودية”
- ربوع العين تحتضن إحتفال أهالي “محافظة أضم” بمناسبة يوم التأسيس
- كندا: الحرب التجارية مع أمريكا تهدد النمو الاقتصادي
- خالد النمر: عدم التحكم بالسكري يسبب ضيق شرايين القلب والجلطات
- الرياض: تركيب لوحات الأئمة والملوك في 15 ميداناً
- الكرملين: انتقادات ترامب لزيلينسكي “مفهومة”
- مانشستر سيتي يلتقي ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي
- لأول مرة منذ ربع قرن.. دبابات إسرائيل تقتحم جنين
- هيئة الزكاة توضح المشروعات المشمولة باسترداد ضريبة القيمة المضافة
- المسند: دخول طالع “سعد بلع” بداية الاعتدال التدريجي للأجواء بعد البرد القارس
- قبل تشييع نصرالله.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان
- إنجاز طبي مذهل.. علاج جيني يعيد البصر لـ 4 أطفال
- تقنيات جديدة تقدّمها “أبل” في تحديث “آيفون” الجديد.. تعرَّف عليها
- بينها منتجات الألبان.. عناصر غذائية قد تفاقم الالتهابات
المقالات > استفحال العروبة
استفحال العروبة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3302671/
التعليقات 2
2 pings
زائر
26/02/2019 في 6:08 م[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
26/02/2019 في 6:09 م[3] رابط التعليق
لازلت تناضل حتى بالقلم هنيئا أخي محمد