المشيخة عند من يُقدرها أمرها عظيم ومسؤولياتها جِسّام وتحتاج أن يتمتع صاحبها برحابة الصدر وبُعد النظر ولديه كريزما القائد في فن الإقناع وسرعة إتخاذ القرار و التصرف في المواقف الحرجة و الأزمات الطارئة ، يتعامل مع الجميع القوي والضعيف والغني والفقير بمسافة واحدة من العدل والسماحة وحُسن الخُلق .
و هو بعيداً عن الكبرياء والتزلف والتصنع والتلون فهو إبن لكبار السن يوقرهم ويحترمهم ويُلاطف صغارهم ويُمازحهم كما هو مع الآخرين فهو كالأخ مع إخوانه يُشاورهم في الأمر ويستمع إلى أرائهم ويتواضع لأبناء قبيلته و من صفاته صدقٌ الحديث و الشجاعة والإقدام كريم وشهم يسعى في إصلاح ذات البيّن وحتى لا أسترسل كثيراً وبالمختصر المفيد فهو الرجل المناسب في المكان المناسب .
وأعلم أن شغف معرفة هذه الشخصية قد إرتفع لديكم ، فهذه الشخصية تستحق أن أتحدث عنها في مجلدات وليس في مقال كهذا ، فالحديث هنا ذو شجون ، إنه الشيخ منصور بن علي بن عليبي شيخ قبيلة الهجاهجة من غامد فهو من سُلالة شيوخ من جهة والده ووالدته فليس مستغرباً أن يكون هذا الرمز يتمتع بهذه الصفات .
فللعلم أنني لم أكتب هذا المقال تزلفاً أو بحثاً عن مكانة فالقلم أمانة إنما تحدثت عن واقع يشهد له القاصي والداني وكل من عرفه وتعامل معه ودليل محبة قبيلته له وتفانيهم في خدمته و تواجده معهم في كل صغيرة وكبيرة .
وحتى لا أهضم حقوق الآخرين من شيوخ القبائل فمنهم خادمٌ لدينه وولاة أمره وقبيلته وناصحٌ أمين لهم ، و بالمقابل هناك المقصر الذي لا يُخالط أفراد قبيلته ولا يسأل عن أحوالهم ولا يسعى لهم ، إنما يتكبر ويتبختر ويجعل له من دونهم حجاباً وطقوساً ويكاد البعض أن يكون حجر عثرة لأفراد قبيلته أو كما يقول المثال عند العامة "اللي بعيد عن العين بعيد عن القلب" ومن كان منهم كذلك فليس من اصحاب الحظوة لديه فلعلهم قلة .
فليعلم هؤلاء المقصرين في أداء واجبهم إتجاه قبائلهم إنهم مسؤولين عنهم أمام الله تعالى ثم أمام ولاة الأمر فعليهم تقع مسؤليات كبيرة بالإهتمام بأفرادهم ورعاية شئونهم وإيصال أصواتهم لولاة الأمر والمسؤولين .
كما يجب عليهم مساعدة الضعفاء منهم والعجزة والأرامل والأيتام وكل ذلك يقع في نطاق مسؤولياتهم فليس الأمر مجرد بشت يلتبسه أو يترزز أمام المسؤولين في الدواوين أو لحضور الموائد والمناسبات بل أكبر من ذلك بكثير .
فهي أمانة عظيمة ومن تهاون في أدائها فقد خان الله ورسوله وولاة الأمر ودولتنا حفظها الله إهتمت برعاية شؤون المشايخ بتحسين أوضاعهم المالية والمعنوية حتى يتسنى لهم القيام بأعمالهم بما يُرضي الله تعالى ثم ولاة الأمر رعاهم الله وسدد على الخير خُطاهم ....
التعليقات 3
3 pings
زائر
14/02/2019 في 9:56 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
15/02/2019 في 9:44 ص[3] رابط التعليق
اشهد لله انك صدقت في ما قلت بيض الله وجهك يابوفواز
(0)
(0)
زائر
15/02/2019 في 10:44 ص[3] رابط التعليق
ما شاء الله
ما شاء الله
ما شاء الله
امتدح نفر من الصحابه رضوان الله عليهم رجل واكثروا فيه المديح فقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه كسرتم ظهر الرجل
وكذلك انت ياكاتب المقال فقد كسرت ظهر صاحبك ففي مستهل مقالك كنت أظن الحديث عن احد الصحابة الكرام الذين شاركوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بناء الدوله الاسلاميه وساهموا في نشر الاسلام .
(0)
(0)