إن الواقف على مشارف ذاك المجد الإبداعي للمسلمون ليندهش من تلك التحف الفنية بالغة الدقة ، غاية المنتهى في العظمة والروعة،شيئاً من الجمال بل الجمال كُله، إن الوقوف على ذاك الإبداع الخُرافي في كافة المجالات العمرانية والعلمية ليدغدغ المشاعر ساخراً بالتغير الرهيب المُريب الذى دفع بالإبداع إلى التدني عند المسلمون المُعاصرون! سؤلاً لا يغيب وأن غاب ثم ألف شيء يذكرنا، ماسر ذاك الإبداع ولما لم نستطع الإستمرار على نفس الخط . هل الخلل موجود في النظام التعليمي الذي سحق الطالب بكثرة المواد والحفظ والأنشطة الصفية وغير الصفية دون مراعاة لمادية الفرد وفكر الطالب.أو قد يعود السبب في التركيز على كمية الخرجين دون الإلتفات للمُخرجات العائدة.أم هو شحاحة الأفكار وأنعدام الجوع للإنجازات.
الإبداع هو إستقلالية فكر وتوحد ذات إبداعية ، لمزج فكر بروح وخلق ما يخدم الوطن ، وهذه الحالة لن تُخلق إلا بالأتي:- أولا : تقليل عدد المواد التي تُعطى لطالب وذلك لتوفير وقت للإبداع فكيف سيبدع طلاب مرهق من كثرة المواد ولا وقت لديه لتفكير الإ بتلك المواد.كذلك بعض المواد محتواها تجاوز عدد أيام الترم ،فانشغل المعلم بالتسابق مع الزمن، طالب مُرهق ومعلم مُتعب فكيف سيولد الإبداع.
ثانيا:- يُخصص وقت (حصة وذلك لمناقشة مشاكل الطلاب ومحاولة حلها وكذلك ليفضفض الطلاب بما يجول في خواطرهم ،فهم بحاجة أن يتحدثوا أولاً ، وذلك لإن الإبداع بحاجة لأناس يتمتعوا بصفاء فكر وروح ).
ثالثا:يجب وجود معلمين مخصصين للإبداع فتدرج مادة الإبداع كمادة أساسية ، وتعطى حصة اساسية كمنهج،وأختبارها يكون شيء من إبداع الطالب، وإلغاء جميع تلك الأنشطة لكي لايتشتت الطالب .
رابعاً:-نحن بحاجة الي تنمية الثقة بهؤلاء الطلبة وأن نؤمن بهم أولا ومن ثم نُحيي الثقة بهم بأنهم قادرين على الإبداع والتميز ، فلا يكون إبداع دون ثقة.فنحن بحاجة الي تنمية بشرية ( التنمية بمفهوم التحفيز وبناء الثقة بالنفس) من شأنها إيجاد أشخاص ملهمين وأثقين قادرين على الإبداع، يؤمن أن الإبداع جزء من عمارة الأرض التي هي مسئوليته بالدرجة الأولى. وبذلك نكون بنينا جيلاً مستنيراً مبدعاً مُلهماً .
أطل النظر إلينا وأن نظرت فلا تبكي وإن بكيت فلا تطوي فهيهات هيهات أن نُمحى ، نحن هُنا بحرٌ لا ينضب ، لعلها لحضات لنقف داهراً من الإبداع تاريخاً يُعيد نفسه ، بارك الله بأجدادنا وليباركنا الله.