طبيعة تكوين المجتمع السعودي في الغالب يقوم على التجمع القبلي بشكل كبير جداً وبصورة ونمط تراكمي من عشرات السنين، ولازالت بعض القبائل تحتفظ بمسمياتها الأصلية إلى ما قبل الإسلام. وهذه الميزة من الجانب الإيجابي تبرز في صورة التكافل والترابط الأسري والحث على مكارم الأخلاق وآلية تبادل الأدوار داخل النسيج الاجتماعي للقبيلة ومن أهم وأبرز الأدوار دور شيوخ القبيلة والذي من المفترض أن يكون دور واضح وحقيقي في إدارة النزاعات التي تنشب بين أفراد القبيلة أو بين القبيلة وقبيلة أخرى وفي تلمس احتياجات الفقراء والمساكين والوقوف بجانبهم للتغلب على ظروف الحياة من فقر أو مرض وغيره بدلاً من الوقوف في قضايا جنائية يستحق مرتكبيها العقوبة الرادعة، وكذلك العمل مع الجهات ذات الاختصاص في تنمية وتطوير قراهم ومراكزهم الإدارية وجلب الخدمات الحيوية لها.
بلا شك مسألة تصدر الناس وقيادتهم مهمة صعبة جداً ومضنية؛ بل هي مهنة المصاعب والمتاعب، فيكفي صاحب هذه المهمة أنه في مواجهه وتحدٍ مستمر مع أنماط وأمزجة مختلفة من الناس.
المهام الصعبة تحتاج إلى استعداد جيد فقيادة المجتمع تحتاج إلى ثلاث مهارات أساسية:
* المهارة الأولى: المهارات الشخصية ويدخل تحتها التقبل وسعة الأفق والحلم والعدل والرحمة والإيثار والتضحية واللباقة وقد تكون هذه الصفات فطرية وقد تكتسب من خلال التعلم.
* المهارة الثانية: التواصل الاجتماعي الفعال مع الآخرين في أفراحهم وأتراحهم، فالناس غالباْ لا تنسى المواقف المشرفة لأصحابها وتعتبر مواقف الآخرين معهم دين يجب الوفاء به.
* المهارة الثالثة: العمل الجاد على التطوير الذاتي من خلال الالتحاق بالعديد من الدورات التطويرية الهادفة التي تجعل من القائد شخص واعي ومطلع على مستجدات العصر ومهارات الحياة لمواكبة التطور وخلق نوع من الانسجام مع العصر ومع الأجيال في الرؤى والأفكار.
وبحكم الاختصاص فإن مشائخ القبائل يتبعون إدارياً لوزارة الداخلية فهي المرجع وهي الجهة المخولة في تطوير هذه الفئة المهمة في مجتمعها من خلال تقديم الدورات التي تخدم دورهم الحيوي داخل القبيلة، وإلى أن يتم هذا. على المشائخ أن يطوروا أنفسهم بأنفسهم فالعجلة لا تعود إلى الخلف والأجيال بحاجة إلى من يواكب تطلعاتهم وطريقة تفكيرهم في هذا العصر المتسارع في كل شيء.