في يوم الخميس السابع من شهر شوال 1434هـ فجع العالم الإسلامي بوفاة الداعية الكويتي المعروف الدكتور عبدالرحمن السميط. والسؤال: لماذا حزن وبكى عليه الكثيرون؟ برغم أن الرجل يرحمه الله، لم يكن يظهر كثيرا عبر القنوات الفضائية كغيره من الدعاة، وليس من هواة حب الظهور والانتقال من قناة فضائية إلى قناة أخرى، ولم يكن حريصا على الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي، فليس لديه وقت لذلك، ولم يكن يعنيه ولا يهمه أن يصبح عدد متابعيه في تويتر بالملايين. لماذا هذا الحزن عليه وهو لم يكن خطيبا مفوها، يتنقل من بلد إلى أخرى ليلقي على الناس خطبا عصماء، ولم يطلق عبارات وجملاً تحدث صدأ واسعا ودويا عاليا، فيتداولها الناس لتزيده شهرة؟ لماذا هذا الحزن عليه والرجل لم يكن رئيسا لحزب سياسي، أو قائدا لجماعة دينية؟ لماذا هذا الحزن والرجل لم يحمل سلاحا ليقاتل أو يهدد ويتوعد أحدا بالقتل؟ لأنه وباختصار شديد، هذا الرجل قد يكون هو الوحيد الذي جعلنا نرجع بذاكرتنا إلى الوراء، إلى عصور قد خلت، وزمن قد مضى، ليذكرنا بعصر بداية انتشار الإسلام في كثير من أجزاء الأرض، على يد المسلمين الأوائل الذين وصلوا على أقدامهم إلى كثير من بقاع الأرض، فنشروا الإسلام عبر الكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، وشيئا فشيئا ازدهرت الحضارة الإسلامية في تلك الدول التي دانت بالإسلام، بفضل أولئك الرجال العظماء. وسبب آخر وهو أن الشعوب الإسلامية متعطشة وبحاجة ماسة إلى مثل هذا الداعية، خاصة بعد أن تفاجأ الكثيرون بحجم الأعمال العظيمة والجليلة التي قام بها في إفريقيا. فمنذ أكثر من ربع قرن، ذهب الدكتور عبدالرحمن السميط إلى إفريقيا، تاركا حياة الراحة والرفاهية في بلده، ليعيش بين الفقراء والجوعى والمرضى، معرضا حياته للخطر والمرض والتعب الشديد، وهو يتنقل في مناطق موحشة ومخيفة، لا أظن أن أحدا قد وصلها قبله، مناطق يعيش سكانها الحياة البدائية، ويخيم عليهم الجهل والفقر والجوع والمرض، وفوق كل ذلك حرموا من أكبر نعمة وهي نعمة الإسلام، هذا الحال المؤلم، أثر في نفسه تأثيرا بالغا، وجعله يبكي ويحاسب نفسه كمسلم غيور على دينه، كيف لم يصل الإسلام إلى هنا؟ هل يعقل ذلك؟ مما زاده ذلك إصرارا على تحمل المسؤولية، ومواصلة طريقه، وتحقيق هدفه الذي جاء من أجله، فبدأ العمل مستعينا بالله أولا، ثم بمن وقف معه وشجعه ودعمه، فبدأ العمل بجد وإخلاص وبعزيمة صادقة وبهمة عالية على نشر الإسلام بين سكان هذه المناطق، وتعريفهم بهذا الدين العظيم، ليس عبر القنوات الفضائية، فهذه الوسائل الحديثة لا يعرفونها، ولم تصل إليهم، فهم لا يجدون ما يأكلونه ويسدون به جوعهم، فضلا عن عدم امتلاكهم الأجهزة الحديثة، إنما بالوصول إليهم ومقابلتهم والجلوس معهم والتحدث إليهم، بكلمات تخرج من القلب فتذهب إلى القلب، وبالمعاملة الطيبة والموعظة الحسنة، علاوة على تقديم يد العون والمساعدة لهم من طعام وكساء ودواء، حتى أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في إفريقيا. أما إنجازاته الأخرى في العمل الخيري من إنشاء المدارس والمساجد وحفر الآبار وإنشاء المراكز الإسلامية والجامعات وتقديم الطعام والكساء والدواء للفقراء والجوعى والمرضى في إفريقيا، فهذه الأعمال العظيمة من الصعب حصرها في هذه المساحة الصغيرة. ومهما تحدثت عنه، فلن أوفيه حقه، ولو كنت داعية لشعرت بالخجل أمام هذا الرجل. رحم الله الدكتور عبدالرحمن السميط فارس العمل الخيري، وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم للإسلام والمسلمين.
[COLOR=#FF0036]عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]
[email]aha877@hotmail.com[/email]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
09/09/2013 في 7:45 ص[3] رابط التعليق
[RIGHT]عبدالرحمن السميط
رجل بناء تنمية حقيقية للمؤمن
اتمنى اكثر من السميط من اصحاب الأموال ومقارعة التبشير في بلدان الفقر وموت الانسان[/RIGHT]
(0)
(0)