ونحن في بلادنا على ميعاد متكرر مع هذه الثنائية خلال فصل الشتاء ومواسم الأمطار. فمن ناحية نأنس (بخير) الغيمة الماطرة ومن نواحي كثيرة نعاني(شر) الإنذارات والتحذيرات وكوارث تصريف مياه الأمطار. وكأننا نهنأ لساعة ونحزن لساعات كُثُر. أصبح السكان خاصةً قاطني المناطق سيئة البنية التحتية، يأملون ويدعون الله ألا تُمطر سماءهم ، وهم في ذلك غير ملومين. فأرواحهم وممتلكاتهم في خطر ، ولن ينفعهم حينئذٍ خطة نجاة أو بطاقة تأمين.
نعم.. جزى الله الشدائد ألف خير، فهي كشفت الوجه الآخر لشعارات المشاريع التي كلفت صناديق الدولة عشرات المليارات على مدى عقود. ولم تكتفي تلك المشاريع بشعارات الصدق والأمانة، بل قدمت بوجهها العريض أطنان من الوعود بأن شيئاً لن يحدث مستقبلاً. ومشكلة المشاكل أن طرقنا وأنفاقنا ومرافقنا تجاوزت المستقبل الذي وُعِدَت به، وكأن شيئاً لم يكُن.
يخيل لنا أن إيجاد حلول لمشاكل تصريف مياه الأمطار أشبه بمعجزة تنتظر عبقرياً من نوع خاص، لأن مئات الشركات المتعهدة التي قضت نحبها في شوارعنا وأنفاق مدننا، وعشرات السادة الذين ترأسوا الأمانات لم يعثروا على هذا العبقري حتى تاريخه. اليوم هو الاثنين الثامن عشر من ربيع الأول من عام أربعمائة وأربعون بعد الألف من الهجرة المحمدية.
أحمد الفقيه
تويتر/ alfaqeh_ahmed@