في هذه الحياة الجميلة و النعيم الذي نحن فيه بفضل الله وكرمه ، ومع تكاثر النعم وإختلافها ، تغيرت استراتيجية الحياة عموماً .
"مفاهيم وإعتقادات" فتأثر الكثير من الناس بسبب تغير الديموغرافيا لإنسان هذه البيئة فتغيرت لديه الكثير من المفاهيم أو قل غاصت تلك المفاهيم في عمق الماديات فباهت ثم ضاعت ، ولضعف الوازع الديني لدى الناس إختل توازنهم ، فعمت الفوضى وإرتخى حبل التواصل فقست القلوب وتحجرت العواطف .
فالجميع يعلم مدى تأثير التدين في حياة الفرد والمجتمع بشكلٍ مباشر وغير مباشر وذلك في تعديل السلوك السيئ لديهم وهو في الأساس أي " الإسلام " هو المربي والمؤدب والمعالج الحقيقي للأنفس البشرية ، من ما يعتريها من الخوف والقلق وعدم الإستقرار النفسي وحتى أسلوب معيشتها ، فتأثرت تباعاً سيكولوجية الإنسان على غير طبيعتها وفطرته التي فطره الله عليها ، وهذا ما يجعل البعض يعيش حياةً غير مستقرة ومتغيرات تؤدي إلى الكثير من الإختلافات في التركيبات النفسية المجتمعية ممايزيد من الإضطربات النفسية لدى الكثير .
فظهرت أمراض عدة في وسط المجتمعات فكان من تلك الأمراض النفسية مرض نفسي يُسمى "شبه الفصامي" وهذه الشخصية تتميز بالامبالاة بالحياة العامة و الإجتماعية وتتصف علاقاتها بالبرود مع محيطها الأسري والإجتماعي ، وهذا النوع تقريباً أثره محدود ، فتراهم لا يختلطون بمجتمعاتهم إلا قليلاً ويحبون العُزلة والوحدة مع أنفسهم بشكلٍ أكبر .
وهناك مرض آخر يُسمى "بالشخصية المزدوجه" وهذا محور حديثنا في هذا المقال لكثرتهم وإتساع إنتشارهم في مجتمعاتنا و لأنها تظهر بعدة وجوه ، فلذلك سُمي هذا النوع "بالشخصية المزدوجه"
ولا يمكن ملاحظتها إلا من خلال التعامل أو الإختلاط بهم في أغلب الحالات فهي تتصف بعدة مظاهر ، تارةً هجومية لأدنى سبب ، وتارةً أخرى تجدها تتصرف بالمتناقضات في حياتها اليومية فتجدها في أول النهار غير اخره وهكذا تتقلب الوجوه من وقتٍ وآخر وحسب الزمان والمكان والأشخاص و تتعدد الوجوه لنفس الشخص ، وأحايين تجدها تقف خلف الكثير من الفتن والمشاكل في المجتمعات .
فلذلك أصبحت الحياة يعوم فيها الضفادع والجُرذان على هيئة إنسان من بني البشر وكلهم مابين النطيحة والمتردية والعرجاء ويتمتعون بأنفس دنيئة في خُلقها وتعاملها مع الآخرين على المستوى الأسري والإجتماعي ، نفوس جُبلت على إستحقار الآخرين وحُب الإنتقاص منهم ، لأن المرآة التي في داخلهم سيئةُ فتعكس لهم طبيعتهم الحقيقية فيرون الناس من خلالها ، وعلى ضوء ذلك يتعاملون مع الآخرين ، فكما يُقال "كل إناءٍ بما فيه ينضح"
فهذه النفوس القذرة تجدها في كل مكان و حول الموائد وفي المجالس .
فأصبح هؤلاء المرضى يتصدرون المنابر ويعقدون الإجتماعات ويقربون البعيد ويبعدون القريب ، دونما رادعٌ يردعهم لامن دينٍ ولا حياءٍ ولا خُلق.
وعند حدوث المشاكل والأخطأ بسبب هذا العبث الصبياني يتحملها بعد ذلك أهل الحَل والعَقد من علية القوم أو كما يقول العامة :
تعبيها الخواطي للنواطي وتصبح في وجيه المستحين
إنني حقيقةً أتسائل دائماً إلى متى هذا العبث الصبياني والغوغائي والذي يتصدره هؤلاء الحُثالة من المجتمعات وإلى متى تكون مجالسنا بِلا وقار و بِلا قيمة .
انا هُنا لا أُصادر الأراء ولا أدعوا إلى التكبر والإزدراء ولكن فقط من باب "أنزلوا الناس منازلهم" فلا يساوى العالم بالجاهل ولا التقي الورع بالفاسد الفاجر وعلى ذلك تُقاس الأمور .
فالواجب على مشايخ القبايل ووجهاء المجتمع و أهل المنابر و الخطباء وأهل العلم والمعرفة الأخذ على أيدي هؤلاء السُفهاء وصغار السن بتعليمهم تقدير الكبار وإحترامهم وتوقيرهم ، وترك المجال لهم بحكم خبرتهم في الحياة و مستواهم من الناحية العلمية والوظيفية والمؤثرين في المجتمع من أهل إصلاح ذات البين والكرم حتى يعم الحب والوئام والمودة بين الناس وتصفى الأذهان والمشارب وترتاح النفوس .
فلا تترك الأمور لسفهاء القوم من المرضى بل يؤدبون ويُعلمون وإلا فلا يجالسونهم حتى تكون مجالسنا أكثر وقاراً وإحتراماً للغادين من الناس والرائحين .
ولكل إنسان في هذه الحياة تعاملٌ خاصٌ به فللوالد و الوالده بمايليق بهما من التقدير والإحترام والإهتمام والإصغاء لهما وكذلك الإخوة والأخوات والجار والجارُ بالجنب والصديق وذو الهيبة والمنصب .
و لا تؤخذ الأمور بالأمزجة وتقدير أنصاف الرجال
ماذا بقي من القول
بقي أن أقول "إحترامك لذاتك هو إحترامك للآخرين"
"وخالق الناس بخُلقٍ حسن"
التعليقات 2
2 pings
زائر
23/11/2018 في 11:17 ص[3] رابط التعليق
موضوع جميل ورائع وقد ذكرني بما قالة ابو الأسود الدؤلي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهالهم سادوا
(0)
(0)
زائر
23/11/2018 في 2:14 م[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)