أن تكون سريع القرار وبالتالي تواق بشدة لنتائج الأمور ، يعني أنك تمارس أكثر العادات طبيعة لدى الناس ، والجميع بالمناسبة يميلون إلى كونهم متسرعين ، ليس في قراراتهم فحسب ، بل في رغبتهم الشديدة نحو الحصول على النتائج بأسرع وقت ممكن ، لأننا ببساطة مجبولون على عدم التريُث، (وَخُلِقَ الإنسَانُ عَجُوُلاً) ، والأمر يزداد سوءاً عندما ترتبط النتيجة (المُنتظرة) بصورة ما في أذهاننا ، إذ ذاك يتمنى المرء لو تُطوى الأيام طوياً في سبيل أن تأتي النهايات. فإن كان ذا عزيمة، صابر على مضض، وإن لم يحظى لا بصبرٍ ولا روية، قفز بسرعة لسحب النهايات قبل أن يكتمل نصابها.
والقفز المباشر نحو النهايات، ليس مشكلة بالضرورة ، فقد يقفز المرء قفزة نحو النهاية أو (النتيجة) وتأتي سليمة بالمصادفة ، لكن هذا نادراً ما يحدث ، والمصادفات علاوةً على ندرتها، لا يقاس بها ولا عليها. إنما هناك دائماً مخاطرة في القفز، فالمسافة التي من الواجب عدم تجاوزها والتي تقع بين بدايات الأمور ونهاياتها، هي التي تحمل بذور النِصاب الذي من الواجب أن يكتمل عند تمامه، أي المرحلة اللازمة والضرورية التي هي أهم من النتيجة والنهاية.
الكثير من الشواهد في حياتنا (ربما اليومية أيضاً) تقدم لنا زخماً كبيراً من الدلائل على أننا (قفازون) بدرجة احترافية ، فعلى مستوى التحصيل المعرفي والاطلاع مثلاً، تجد من يقرأ مجموعة كتب أو كتيبات يريد أن يُقارع بمعلوماته البسيطة من قضى سنين عمره بين التجارب والبحوث العلمية ، وتجده في صراع لكي يُبرهن لك أو له أنه وصل لمستوى رفيع من المعرفة، وهو على استعداد لمجادلتك في أكثر المواضيع ارتباطاً بصميم علمك أو عملك ، وويلُ لك عندئذٍ لو أخبرته بأن معلوماته قديمة أو غير نافعة. وقِس على ذلك هواة (القفز) في الشؤون الأخرى للحياة، ستجد بلا شك أمثلة بلا عدد، ولا ننسى أنفسنا كذلك كهواة للقفز.
إن المسافة التي نتجاهلها عمداً عند محاولتنا للقفز المباشر نحو النهايات ، تقتل بلا شك العنصر الذي يشكل البناء الحقيقي لصورة النهاية، فإذا لم يكُن هناك ثمة بناء على مرور الوقت، فإن الصورة سوف تأتي في أفضل حالاتها غير مكتملة أو مشوهة ، ربما ننسى أن النهاية التي نتوق إليها وبالتالي نحاول أن نحياها عبثاً دون تحصيلها، تعود بنا في أحيان كثيرة لنقطة البدء لنعيد البناء من جديد.
إذن نحن بحاجة للتغلب على الاحترافية في (القفز) .. إننا بالأحرى بحاجة لوضع بدائي جداً وغير مطور لانتظار النهايات.
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > عندما نقفز للنهايات
عندما نقفز للنهايات
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3275639/