اذا ما قررت يوما أن تُشاهد كرة قدم سعودية فأعلم أنك ذاهب لسهرة كروية منظمة بأصوات مزدانه بأغاني التشجيع، وحالة من الطرب تدفعنا إلى الرجوع قليلا خطوات لتقصي نشأة التشجيع الكروي بالمملكة، حيث أنه يمتد بامتداد تاريخ كرة القدم فيها فلو نحن أجزمنا أن التشجيع الكروي بدء مع أول لبنه لأول ظهور كروي فلنسلم أن بدايته كانت مع أول نادي تم إنشاؤه و هو نادي الوحدة عام ١٩١٦ وبعد ذلك الأتحاد عام ١٩٢٧ الذي تمركز في جدة ومكة، ومن ثم تزايد ظهور الأندية حتى أصبح لدينا مايسمى بأقطاب الكرة السعوديه كالهلال والنصر والأهلي والأتحاد وهذا ألهب فتيل المنافسة وزاد الحماسة بين الجماهير، فتسابقوا في جمع حشودهم وشحذ هممهم لدفع ناديهم للقمة.
ولقد كان العمل الدؤوب كفيل بإنتشار هذه اللعبة فَوِجد لها الكثير من المحبين بل المهووسين بها حتى بدء ظهور مايسمى برابطة المشجعين وهم مجموعة من الأفراد نظموا صفوفهم وأوجدوا لهم أستراتيجية ونشيد خاص بهم وذلك ليكون حاضرين في أي وقت وأي مكان لدعم ناديهم.
وتعمد الرابطة على إثبات حضورها في المسرح الكروي من خلال الإبداع في “التيفو” الذي رسموه في المدرجات وهذا يستقطع وقت وجهد كبير في تحضيره، و”التيفو "عباره عن رساله ملونة برسمة محددة من الجمهور للاعبين لتزيد حماسهم وتحثهم على بذل الجهد كل الجهد لتحقيق الفوز. وقد صنفت الفيفا جمهور نادي النصر كثاني جمهور من حيث الأكثر جمالاً وإثارة بعد نادي نادي بوروسيا دورتموند الألماني، ولا تكتفي الرابطة بذلك بل دشنت قنوات خاصة لهم على اليوتيوب كمنفذ إعلامي لبث جديد أخبارهم، وكذلك يتم إختيار أجمل الأصوات في الرابطة لتخلق حالة الطرب والأهازيج فيحلق فيها الصغير والكبير.
ولايفوتنا ذكر ما أولت المملكة من أهتمام في زيادة إقبال الجماهير لتشجيع من خلال حملة أدعم ناديك وتقديم الجوائز القيمة للحضور.
الجماهير تصنع كل ذلك وأكثر.. فلماذا ؟
إن حالة الغرام التي لاتفسير لها وحاله الهيام التي لا أنفصال لها بينهم وبين الكره هي مايقذف بهم لكل ذلك، لاشك بأن ذلك هو الهوس المحرق المغرق الفاتن .
"عودتني أهواك حتى في الكَرى
ولغيرِ حُسْنكَ في الورى لا أعشقُ"
ختاما لا إنتهاء له فلن ترى ولن تُشاهد في مسبق أيامك ولا قادمها كمدرجات الكرة السعودية، فأهنأ هنيئا بتلك الأُمسية الكروية الساهرة الراقصة الماتعة .
بقلم
رسمية العمراني
Twitter
@hereiamthisme1