كنتَ ومازلتَ وستبقى بمشيئة الله تعالى جديراً بثقة والدك وأعمامك وأبناء عمومتك وأخوانك الذين اصطفوك من بينهم..جديراً بثقة الشعب السعودي..وبثقة العالم.
وإذا كان النفط فيما مضى طاقة السعودية..فأنت اليوم الطاقة الجديدة النقية النظيفة للسعوديين.
أنت تعلن حرباً للبناء والحضارة..في الوقت الذي يعلن فيه غيرك حرباً للهدم والخراب والتخلف والإرهاب.
وعندما أنظر للتحديات الجسام التي تواجهك أدرك أنها تحديات الزعماء الكبار الذين يجابهون الأمور العظام فينتصرون كل مرة.
إن اختلاف العالم فيك أمر بديهي..أدركه العرب منذ آلاف السنين..فقالوا : اختلاف الناس في الرجل دليل نباهته.
إن إيمانك بشعبك درسٌ ينبغي أن يعيَهُ الكافرون بشعوبهم..وعملك الدؤوب قدوة ينبغي أن يتَّبعها الخاملون.
وعندما تعلن بأن طموحاتك حدودها السماء..وأنك تعيش بين شعب جبار..يضع الأهداف ويحققها..ولا تنكسر عزيمته إلا إذا انكسرت جبال طويق..فإنك تضخ قدراً هائلاً من الثقة في نفوس الشباب الذين لن يخذلوك أبداً..بل سيسارعون إلى إنجاز أحلامك لأنها أحلامهم.
وهنا لا يفوتني أن أدعو الوزراء والكبراء ورجال الأعمال ومديري الجامعات والشركات وكل صاحب قرار..وكل عضو فاعل في التشريع والتنظيم في المجالس والهيئات والوزارات أن يعلنوا(إيمانهم)بالشباب السعودي..مثلما أعلن قائدهم..وأن يحطموا كل العقبات التي تعترض سبيلهم وتحول بينهم وبين التمكين في وطنهم..وأن يوظفوهم ويدربوهم ويحفزوهم..وأن يزرعوا فيهم الثقة ليقطفوا الثمار بهم ومعهم..وأن لا يبخلوا عليهم بخبراتهم ومشورتهم وحكمتهم التي اكتسبوها عبر الزمان.
أما من كبرت نفسه على شباب وطنه..فاعلم بأن الزمان ليس زمانك والمكان ليس مكانك..وستقذف بك الهمم الصاعدة بين كومات العنجهيات والبيروقراطية الزائلة..ومن الأفضل لك أن تترك مكانك لغيرك الآن وفوراً قبل أن تصبح مثار سخرية..وقبل أن تطأك أقدام المسير..وتغرقك أمواج التغيير.
أيها النبيه..أيها الزعيم الشاب محمد بن سلمان..بالأمس أعلنت ضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية لتتواكب مع طموحات التغيير التي تمر بها بلادنا..وإنني أتمنى أن تواكب تلك الهيكلة ( هيكلات ) أخرى ..لإعلام يكون بحجم السعودية..يشرح مبادئها ووجهات نظرها ويفسر أهدافها ويدافع عن نهضتها..فالسعودية اليوم تحتاج لمن يمهد الطريق من العقبات ويحمي الظهر من الطعنات..فالمقدمة مكلفة جداً بقدر ما هي مغرية..وفي كل طريق شوك..ولكل فارس عدو.
وكذلك..فإنني أتمنى هيكلة أخرى لبقية القطاعات الخدمية..وأولها البلديات..البلديات التي هي الواجهة..هي التنظيم..هي الصحة..هي الجمال..هي العمران..نريد بلديات تليق بنا..تليق بالعالم الأول..وإنسان العالم الأول..ومدن العالم الأول..وكل قطاع في بلادي ينبغي أن تتم هيكلته ليتناغم مع الطموح..مع السعودية الجديدة..مع أوروبا الجديدة التي يطمح سموكم أن يكونها الشرق الأوسط في القادم من السنين.
أيها الشاب الطموح..والقائد المُلهِم..بالأمس قرأت عبارة لإحدى بناتنا المبتعثات بعد أن شاهدتْكَ واستمعتْ إلى كلماتك وطموحاتك..تقول:(قاعدة أذاكر وأستمع كلمة ولي العهد..والآن أشعر أنني لن أنجح فقط..بل سأحقق جائزة نوبل).
فهل رأيت كيف يبث حضورك وتبث كلماتك الروح والطاقة في نفوس الشباب..فامض بهم ومعهم موفقاً مسدداً واثقاً منتصراً بمشيئة الله تعالى..وثق بأن قلوبهم معك وأرواحهم دونك.
وفقك الله وحفظك..أيها الزعيم ابن الزعيم ابن الزعيم.
كتبه : صالح جريبيع الزهراني