خلال فترة بحوثي العلمية الطويلة في مجال تخصصي العلمي الذي تجاوزت مدته أكثر من عشرين عاماً التقيت في معرض أدوات البحث وفي أداة المقابلة مع العديد من رجالات البلاد من كبار السن وقد اجتمعوا على بعض المقولات الدارجة بينهم عن المؤسس رحمه الله من مثل "عبدالعزيز راعي حظ" و"عبدالعزيز حظه كبير" و"آل سعود لهم حظ".
هذه العبارات استوقفتني كثيراً لمعرفة مغزاها ومعناها الحقيقي فوصلت إلى أنها تعني أن المؤسس رجل صالح وملتزم بتعاليم دينه وموفق من الله وقد سخر الله له خلقه وحببه إليهم وهو ما عبر عنه أهل زمانه ومن بعدهم بأنه ذو حظ عظيم في جوانب التوفيق.
والوصف بأن فلان (ذو حظ) أو (ذو حظ عظيم) ذكره الله جل وعلا في القرآن الكريم في قصة قارون مع قومه حين خرج عليهم في زينته قال تعالى (فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ ) أي: قال الذين يريدون زينة الحياة الدنيا من قوم قارون: يا ليتنا أُعطينا مثل ما أعطي قارون من زينتها(إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) أي: إن قارون لذو نصيب من الدنيا.
وهذا على خلاف ما وصف به الملك عبدالعزيز فالحظ العظيم الذي وصف به قارون هو في جانب نصيبه من الدنيا أما الحظ الذي وصف به الملك عبدالعزيز فهو في جانب نصيبه من التوفيق والسداد وشتان بين المعنى الأول والمعنى الثاني وإن اتفق الوصف.
ومثل هذا يكشف عن جانب مهم من شخصية الملك عبدالعزيز الدعوية ويؤكد ما اجتمع عليه أهل السنة والجماعة من أن القيادة في الإسلام لا تنازع إذا انعقدت لعبد صالح من عباد الله يحكم كتاب الله وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويحمي عقيدة التوحيد ويقيم شريعة الله الكاملة التامة كما أنزلت على خاتم الأنبياء والرسل وينشر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن في الأرض وذلك ما التزم به الملك عبدالعزيز رحمه الله والملوك من أبنائه بعده إلى اليوم. والعالم كله يشهد الالتزام بنهج الملك عبدالعزيز الوسطي من حفيده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان العضد القوي الأمين للملك سلمان حفظهما الله وذلك بفضل من الله ولله وحده الحمد والمنة.
وهذا هو سر توفيق هذه البلاد وولاة أمرها التي ستتقدم وخصومها سيتراجعون وكل ذلك بتوفيق وعون من الله جل جلاله الذي قال في كتابه الكريم: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ).
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > وقفات مع بعض مضامين التخصص : يا كبر حظ الملك عبدالعزيز
وقفات مع بعض مضامين التخصص : يا كبر حظ الملك عبدالعزيز
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3266515/