الكثير منّا ينادي في المجالس ومواقع التواصل الإجتماعي بتطبيق المبادئ والقيم ..
ويطالب غيره بأن يكون ( منطقي ) في حضوره و ( مثالي ) في طرحه و ( نموذج ) يحتذى به في تفاعله ..
ولكن متى ما إقتربنا من هذا النموذج ( سنلمس ) بأن لا علاقة بين ما ينادي به وبين أفعاله وسلوكياته ..!
يستنكر ويعيب ( الغلط ) إذا كان في ( خصمه ) ، ويبرر لنفسه إذا سار على ذات النهج ..!
نصيحة من مُحِب ..
لمن أراد أن يوصي بأمر عليه أن يمتلك ( مؤهلاته ) أولاً ..
عليه أن يعمل بما ( آمن ) به وأن يكون ( مثالاً ) يحتذى به ..
عليه أن يؤمن بأن بإمكانه ( التحرّك ) وهو ( ثابت ) ..!
عليه أن يكون ( مثالاً ) أعلى لأن الناس ( ينظرون ) و ( يراقبون ) و ( يلاحظون ) و ( يتأملون ) ..
عليه أن يعلم أن من أوسع أنواع ( التواصي ) بالحق هو ( تطبيقه ) والعمل به ..
عليه أن يعلم بأنه مسائل عمّا ( إسترعاه الله ) عليه بالدرجة الأولى ..
في ذات الشأن فإن الموضوع ينطبق على من يشرف على مواقع التواصل الإجتماعي والمجموعات الإلكترونيه ..
عليه أن يمتلك مؤهلات ( رعاية ) تلك المجموعات الإلكترونية وما شابهها ..
عليه أن يكون ( نموذجاً ) و ( مثالاً ) للمجموعة وأعضاءها ..
عليه أن يكون ( حاضراً ) بجانب الحق وأن ينادي به بعيداً عن الميول ..
لقد إستوقفت نفسي طويلاً ( متأملاً ) كلمات ليست كباقي المفردات ..
كلمات كتبها صاحبها وطبقها بكل أمانه ..
كلمات لها معاني عميقة وتستحق منا الإبحار في محيطها الواسع ..
كلمات تترجم لنا ( دماثة ) أخلاق من كتبها ونطق بها وترجمها على أرض الواقع ..
كلمات تحتاج منا إلى ( مجلدات ) لترجمتها بكل اللغات ..
كلمات تكفّل بكتابتها والنّطق بها أحد الإخوة الأفاضل و ترجمها على أرض الواقع ورسّخها إلى قيمة ومبدأ وسلوك ..
علينا تأمّل محتوى تلك مفردات :
إذا ( أتقنت ) الجلد فأنك لابد أن تكون ( متعصب ) لفريقك ، والمنافس بـ ( السب والشتم ) ..!
وإذا ( شجّعت ) فريقك و ( تجنّبت ) السب وقذف المنافس فأنت ( مثالي ) وتحتاج إلى علاج ..!
إنتهى كلامه ومازال فعله مستمراً ..!
نعيش في زمن نحتاج فيه للحفاظ على ما تبقى من ( التفاح ) الجيد الذي يحيط به ( كومة ) من التفاح الفاسد ، والتشبيه هنا ( جيد = مثالي ) و ( فاسد = متعصب ) ..!
لعلّ الإستنساخ يكون حلاً حيث أننا بحتاجه إلى أكثر من نسخة لـ ( كاتب تلك المفردات ) لأنه رفض ( الوقوع ) في ( المكروه ) والسعي خلف رضى البعض ..!
فاصلة ...!
هل نذهب في ( طرحنا ) بالدال على الخير كفاعله ، أم نذهب ( لزرع ) البغضاء والكراهية ..؟
في الختام ..
سُئِلت شخصياً ذات يوم عن وجهة نظري في تفسير البعض الخاطىء ( للمثالية ) فكانت ومازالت إجابتي :
لمن أساء فهم ( المثالية ) عليه أن يدرك بأن المشكلة ليست في ( المعنى ) بقدر ما هي مشكلة في الإستيعاب ..