لو أن أحد المواطنين عاد إلى السعودية بعد فترة طويلة من الغياب، فأعتقد أنه سيحتاج إلى إعادة برمجة لسلسة التغيرات والنهضة الجديدة وخطوات التطوير في معظم المجالات سواءً كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرياضية وغيرها والتي يمكن أن نلاحظها في حياتنا اليومية
على الطريق قد تشاهد على يمينك أو يسارك امرأة تقود سيارتها أو تشاهد عند نقاط البيع في المحلات التجارية شباب أو شابات يديرون دفة الأمور أو حراك رياضي لحزمة من قرارات لتغير المشهد الرياضي بأكمله , هذه هي الحقيقة أيها العائد للوطن وليست أحلام أو ضرباً في الخيال
منذ أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رؤية 2030 م والتي رسمت وحددت إطار مستقبل المملكة، تغيّر كل شئ فالرؤية التي أكدت في بُعدها الاقتصادي عن حلول مختلفة وتَبَنِي دعائم اقتصادية منافسة للنفط في الإنتاج اعتمدت أيضاً حلول وتنوع في بعدها الاجتماعي ليشكل ركيزة أخرى ، حيث لا حُجةً لمن يعطي فكراً واحداً لمقومات تشكيل الحياة الاجتماعية في السعودية فالحمد لله الذي جعل في الدين سعة , كذلك الحراك الرياضي في تغير مستمر للوصول إلى الشفرة الموحدة لتأكيد ذكريات الانتصارات ومنصات التتويج فهو يعطي أيضاً بعد آخر نطمح فيه إلى أن نصل إلى أبعد مما نحن فيه الآن
رؤية المملكة فطنت إلى تحدي كبير وهو إنخفاض أسعار النفط العالمية وقامت منذ البداية بتفعيل برامج الإصلاح المالية والاقتصادية وهو ما ساهم وبشكل ملحوظ في ارتفاع مستوى الإيرادات الغير نفطية وهذا ما يعكس على الجانب الاجتماعي والترفيهي في تغير ثقافة الصرف لدى الفرد والسعي إلى تحقيق التوازن المالي في المصروفات والإيرادات سواءً شهرياً أو على مدار العام وهذا ما يعكس أيضاً على الحراك الرياضي بشكل عام في نسبة الحضور الجماهيري لبعض الأندية وخاصة أندية المنطقة الدافئة في سلم ترتيب الدوري في أخر سنتين
التحول السريع في تحقيق الرؤية من قرارات متتابعة وخاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ساعدت المواطن السعودي في إيجاد فرص عمل أكثر فمبادرة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لـ 68 مبادرة تستهدف الأفراد والمنشآت قد تعطي بصيص من الأمل في حال ترجمتها إلى أرض الواقع بشرط أنها تتناسب مع مخرجات التعليم وأن تتحقق الموازنة في وجود خريجي المؤهلات العلمية بما يحتاجه سوق العمل وعكس ذلك فأن هذا يؤثر في الجانب الاقتصادي و الاجتماعي ولا يحقق التوازن في الحراك الرياضي
خلاصة القول التغيرات مستمرة وخطوات التطوير في تصاعد سواءً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً ولا ننسى رياضياً رغم وجود التقلبات المستمرة في المشهد الرياضي إلا أننا نشهد عهد جديد يتقدم بخطى ثابتة وأهداف مرسومة كل ما علينا المساندة والانِتظار وسنرى أفاق جديدة ومستقبل واعد وطاقات شبابية وأن لا مستحيل تحت الشمس , ودمتم سالمين .
الكاتب : محمد البكر