النافورة التي تضخ مياهها بالإتجاه الأفقي تجسد الحكمة الشهيرة "من عاش لغيره عاش كبيراً وسيرحل كبيرا"ً بينما النافورة الرأسية كمن يعيش لنفسه ويموت عنها.
قبل أيام كنت أتأمل نافورة جدة الضخمة الجميلة شكلاً ومضموناً. وبالعودة إلى تفاصيل تصميمها نجد أنها صممت على شكل مبخرة في صورة رمزية للأصالة العربية. يصل إرتفاعها إلى (312) متر. ويزن الماء المدفوع في الهواء ما يقارب (18) طن. وبسرعة تصل إلى (233) ميل/ساعة. ومن الممكن مشاهدتها خاصة في الفترة المسائية من أغلب أحياء جدة.
معظم النافورات في العالم مصممة لمهمة ضخ المياه من الأسفل إلى الأعلى والعكس مما يجعل مياهها محصورة منها وإليها. في الوقت الذي قد تذبل فيه الأزهار والحدائق المجاورة لها.
النافورة الرأسية منكفية ومتمركزة حول ذاتها. لا تأخذ في حساباتها مد جسور العطاء للغير، في حين أن النافورة الأفقية التي تضخ كرمها العذب في جميع الإتجاهات تعني العطاء والإيثار. الكرم والوفاء.. قد نتفق من حيث المبدأ أن كل شكل صمم للغرض الذي يخدمه. لكن حينما نتصور حال الأثرياء في ميدان البذل والعطاء على المستوى الفردي أو الجماعي يأخذ شكل النافورة فبلاشك سيأخذ الشكل الأفقي الذي يعني الامتداد والشراكة والتكافل واليد البيضاء التي تعطي قبل أن تأخذ. هذا النوع من النافورات هو الذي يصنع الأثر ويجعل زهور الحب وبساتين الرحمة وارفة فوّاحة. ويقتل خلايا الحسد. ويبني الأسوار التي تحمي المجتمع من مخالب الفقر والفاقة حين تبطش دون رأفة. أما لو تصورنا حال البخلاء على شكل نافورة فسيأخذ الشكل الرأسي المحصور في اتجاه واحد "سردادي مردادي" حينها لا تسأل عن أسباب الجفاء وذبول أزهار المودة وسيادة روح الأنانية.
لا يوجد وجه مقارنة بين نافورة تعمل لذاتها وبين نافورة تعمل بمبدأ "خذوا أجمل ماعندي ولو ما كفى لن أنتظر منكم رد الوفاء"
أخيراً …حدد اتجاه نافورتك وانتظر النتائج.
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
المقالات > خذ من النافورة دروس
خذ من النافورة دروس
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3263362/
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
07/10/2018 في 5:35 م[3] رابط التعليق
مبدع دائماً
(0)
(0)
زائر
07/10/2018 في 8:11 م[3] رابط التعليق
استمر…
(0)
(0)
زائر
07/10/2018 في 9:06 م[3] رابط التعليق
ممتع جدا
(0)
(0)
زائر
08/10/2018 في 7:27 ص[3] رابط التعليق
فكر رائع وأسلوب ماتع .. بالتوفيق .
(0)
(0)
زائر
08/10/2018 في 8:50 ص[3] رابط التعليق
وفقك الله أباحسن،، أنت نافورة من العطاء ، عشت وعاش قلمك النابض بأجمل المقالات … استمر لك مستقبل واعد
(0)
(0)