مع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي وكثرة التطبيقات الأخرى أدت إلى إنفتاح غير مسبوق و التوسع في عالمٌ من الفضاء وأصبح من الصعب تقنيينه أو والتحكم فيه فلم يعد هناك إمكانيةٌ لذلك ، إلا بوجود نظام صارم لمحاولة إعادة تنظيمه على الأقل للمحافظة على الوضع العام وعدم إنفراط المسبحة .
ولذلك تم فصل وزارة الثقافة والإعلام إلى وزارتين لتهتم كل وزارة بما يعنيها وقد تستطيع وزارة الإعلام إيجاد الحلول و الطرق والأنظمة لتعديل المسار وتصحيحه لمعرفة الصالح من الطالح ، ولضمان ظهور إعلام متميز في أهدافه ومقاصده ، وقد تسيد الموقف السيدة سناب شات بدرجة أولى ومن ثم السيد تويتر درجة ثانية فالصحف الإكترونية .
فلذلك إختلط الحابل بالنابل وأصبحت الدنيا تعج بالغث والسمين فكثُرت الصُحف الإكترونية وحسابات السناب والتوير والاستقرام ووووووالخ ، أنا هُنا لا أمنع الناس من الإستفادة من هذه التطبيقات ولكن من الضروري تقنينها والتفريق بين الخاص والعام فلكل مهمته الخاصة به .
فلم يعد لتلفزيون وعالم الصحافة الورقية ذلك الإهتمام بل فُقدت قيمتُها في خضم هذه الغوغائية والفوضى العارمة والانحدار الشديد ، حتى أن بعض الصحف الإكترونية المؤثرة والتي تهتم بالمصداقيه سُحب البساط من تحتها لكثرتها وإزدحامها .
وحتى نحافظ على الروح الحقيقية لعالم الصحافة والإعلام ، أصبح من الضروري إحياء بعض الصحف الورقية المهمة والكبيرة والمجلات الثقافية والتي لها وزنها وثقلها بدعمها ومساندتها أمام هذا السيل الجارف و المنحدر بقوة ، فهذه الصحف والمجلات الورقية هي القيمة الحقيقية لذلك العالم ، مع تقنين شروط صارمة على الصحف الإكترونية ووسائل التواصل الأخرى لتقليل من عددها ولضمان صحافةٌ جادةٌ ومحايدة وتؤدي الرسالة الإعلامية المنوطة بها على الوجه المطلوب .
ترك الأمور على عواهنها سيربك بوصلة الإعلام و سيكون وبالاً على عالم الإعلام والصحافة وأيضاً ثقافة المجتمعات فلم يعد هناك من يقراء ويتابع ويطلع بشغف .
في رأيي المتواضع أنها أصبحت مهنةٌ من لا مهنةَ له ، وأن الأمور في تدهور واضح مما يُفقد "السُلطة الرابعة " قوتها ورونقها ومذاقها والذي كان يوماً ما ماتعاً لكل مطلع ، وعالم من الترفيه الثقافي والمعرفة لمحبي القراءة والإطلاع .
متى نرى تحرك وزارة الإعلام بشكلٍ مهني ووضع آلياتٌ لتحييد هذا الإنتشار والكثافة التي أغرقتنا فلم نعد نتمتع بتلك الأخبار ولم يعد هناك ما يُشجع على المتابعة فالكل والجميع أصبح من يصنع وهو من يتذوق .