على الرغم أن اليوم الوطني كان مميزاً من حيث الأنشطة المتنوعة والفعاليات والأفكار الجديدة التي طرأت عليه، إلا أن "الأساليب القديمة" للتعبير عن الفرح لدى بعض الشباب لاتزال تراوح مكانها. واللافت للنظر أن ثقافة الفرح لم يطرأ عليها كثير من التغيير مع العلم أن المجتمع في كثير من جوانبه تأثر بموجة التغيير الراهنة. إنما ما شهدته بعض شوارع العاصمة "الرياض" من تعابير الفرح "الغير لائقة" من بعض الشباب لم تتناسب مع ما وصلنا اليه من نقلة ملموسة في أساليب التعبير عن فرحة اليوم الوطني وغيره من المناسبات.
ربما لا يخفى أن إحداث التغيير على السلوكيات من أصعب المهام التي يضطلع بها المتخصصون الاجتماعيون، وهي في أبسط علاجاتها تحتاج لفترة طويلة من الوقت لكي تتحسن، لكن ألم يجد هؤلاء الشباب من الأنشطة ما يروي ظمأهم؟ ألم تكُن هناك فعاليات ومهرجانات كان من الأجدى أن يقضوا بها أوقاتهم؟ واللافت للنظر في معظم أنشطة اليوم الوطني التي شهدتها العاصمة أنها "شبابية" كالمسرحيات والأفلام والحفلات الغنائية، والتي كان من الأجدى أن تحتضنهم فعلياً.
لقد احتوى اليوم الوطني بلياليه الثلاث على فعاليات ما كان يفوق الحصر لكثرته، وقد قامتا أمانة الرياض وهيئة الترفيه بعمل مشهود لتوفير مختلف الأنشطة لتلبية مختلف الرغبات والميول. فهل ما تم تقديمه لم يراعي رغبات الشباب؟ أم أن نزعة الشغب لا تزال تغلب عليهم؟
يمكن اعتبار هذا النوع من التعبير أسلوب قديم نظراً لنشأته في ظروف كان المجتمع يفتقد فيها للفعاليات المتنوعة، وبالتالي ما كان في وسع الشباب إلا التعبير في (الشوارع)، ثم مارسوها تباعاً. ولكن لا ننكر أيضاً أن آثاره لا تزال موجودة الى يومنا هذا، وهو يحتاج لمن يلتفت إليه ويحاول علاجه. فمن غير المقبول أن يواصل هؤلاء الشباب دأبهم عند كل مناسبة وطنية في الشغب وتعطيل السير وإيذاء الآخرين تحت مسمى "التعبير عن الفرح" دون أن يجدوا من يبحث أمرهم.!
إن هذه الظاهرة يجب أن تجد شيئاً من الاهتمام الحقيقي لمعالجتها، فهي متأخرة عما وصلنا اليه من نقلة مجتمعية في كثير من أساليب التعبير عن الفرح.