نتذكر اليوم قصة كفاح المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حينما أراد الله له أن يوحد أقاليم الجزيرة العربية وقبائلها تحت راية واحدة.
- تلك القصة التي بدأت انطلاقتها من الكويت عام ١٣١٩ وانتهت عام ١٣٥١ وهو العام الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز توحيد الجزيرة تحت اسم (المملكة العربية السعودية).
- لتبدأ مسيرة الخير بالوحدة والتكاتف تحت قيادة المؤسس الصالح رحمه الله الذي أكرمه الله بخيرات الأرض بعد ما من الله عليه بنعمة الوحدة حين ظهر النفط ليكون داعما بفضل الله اقتصاديا لقيام الدولة الفتية المباركة.
- ليجتمع عقد المملكة ويتوزع الخير في مناطقها وأطرافها المترامية وينتظم عقد وزاراتها المختلفة للقيام على تنمية وإسعاد ورفاهية المواطنين وفق خطط حكومية محكمة بدأت بمشاريع توطين البادية ونشر التعليم بفتح المدارس والكليات والجامعات وانتشار المستشفيات والمراكز الصحية وغير ذلك من مشاريع المياه والطرق والإقراض والزراعة ..الخ.
- وحينما نتذكر سنوات تأسيس المملكة ونقرأ سياستها الداخلية نجد أن هذه السياسة قامت على تأسيس المواطن الصالح ليكون إنسانا كريما وعضوا فاعلا في خدمة دينه الإسلامي الحنيف وبلاده العزيزة وولاة أمره قادة هذه البلاد وقبل ذلك يكون نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه المسلم.
- وقد أثمرت سياسة المملكة الداخلية التي عملت ولازالت على أن تكون قيادة البلاد وشعبها كجسد واحد في التكاتف والترابط والتلاحم ليكون الملك المفدى مكان القلب من هذا الجسد.
- واستمرت مسيرة الخير منطلقة للأمام وفق هذه السياسة الرشيدة.. ليتعاقب ملوك هذه البلاد وتظل سياستهم ذات إطار واحد لا يتغير محوره صناعة المواطن الصالح في نفسه المصلح لغيره النافع لأمته ووطنه وفق نهج كتاب الله وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم اللذان أسست عليهما البلاد.
- واليوم ونحن نحتفل في ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين في هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله نؤكد للعالم أجمع أننا شعب مسلم قوي بعقيدته وقيادته وأننا جسد واحد يمثل مع مسلمي العالم الصالحين الإسلام الوسطي الحنيف المحب للإنسانية المشارك في إعمار الأرض وازدهارها.
- وقد كشف ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله توجه القيادة الرشيدة للاستمرار على السير في نهج السلف الصالح رحمهم الله وهو النهج الوسطي المعتدل البعيد كل البعد عن التشدد والتطرف والإرهاب وهي الآفات التي أراد الأعداء إلصاقها بالإسلام في سنوات سابقة حاولوا فيها اختراق مجتمعنا المسلم الطيب وإعاقة مسيرة الدعوة إلى الله.
- وقد أثمرت جهود ولي العهد حفظه الله من كشف مخططات الأعداء وتطوير البرامج والمشاريع المحكمة لحماية بلادنا ومواطنينا من شرهم والعودة بمجتمعنا السعودي المسلم إلى آفاق رحبة من السلام والتسامح والمحبة في عالم الإنسانية الرحب لتكون الدعوة الإسلامية دعوة سلام كما أراد الله لها لتصل بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن لكل العالم ولتكون المملكة العربية السعودية وشعبها المسلم القدوة التي يقتدي بها المسلمون في الأرض لحمل رسالة الخير والسلام والمحبة الصادقة لكل شعوب العالم.
بقلم: د. نمر السحيمي
أكاديمي. وكاتب سعودي. ومتخصص في السياسات الدعوية.