لقد عشتُ سنواتاً كثيرة ، كثيرة ليس بالعدد ، كثيرة جداً بالمعرفة ، الألم ، الإنكسارات والانتصارات أيضاً ، لكن الآن فقط قررت ألّا أكبر ، قررت أن أبقى حيث أنا الآن من العمر وأن أمضي في طريقي المعبأ بالمعرفة ، الألم ، الإنكسارات ، وقليلاً من الإنتصارات .
قررت وحدي ألّا أكبر ، لأنني كنتُ وحدي أيضاً حينما كبرت كل يوم وكل دقيقة ، كبرت مراتاً كثيرة لاتعد ولا تحصى بالألم ، وحدي ، كبرت أحياناً من المعرفة المبكرة ، ومرات ، كبرت فيها من المعرفة المتأخرة ، من الألم المليئ فيها لحد الشيخوخة .
لا أعلم إن كنتُ أيضاً الآن متأخرة كثيراً في معرفة أهمية هذا القرار وإتخاذه ، لكنني لن أتراجع عنه ، ولو لخطوة فقط ، لن أكبَر بكل هذه الوحشية والألم ، بالنجاح النادر ، والإنكسارات المحشوة في كل المسام .. هكذا قررت ، لن أكبر، ربما للأبد ، لكن المهم الآن هو أنني لا أريد أن أكبـَر أكثر .
سأكبر ربما بعد أن أعرف الطريقة التي يُمسك بها القلم الوحيد الذي بإمكانه أن يزيل هذا الذبول الذي يأكل العالم ، بعد أن أُخيط جروح الأصدقاء ، ربما ، بعد أن ألمّ ماضاع مني للأبد ، بعد أن أتعلم ألّا أبكي وأخجل من رسائلي المجّعدة من الأطراف ، والمُعبئة كثيراً ، بالخوف والقلق .. مثلي أنا .
بعد أن أعرف كيف أرسم على وجهي ذاك الشبه الذي سيجمعني بالوطن ، بعد أن تقبلُني كل الأمكنة التي نبذتني ، لأهجرها وأعود للأرض الوحيدة التي ماكانت سترفضني ، رغم الإختلاف ، رغم هذا الثقل
وأعود للوطن .
سأكبر ، لكن ليس الآن ، ربما بعد أن تنتهي الحُروب التي إبتلعت كل مانفهمه ، نحبه ونعتاده ، وتركت لنا الجهل والكره ، بعد أن تنتهي الحرب التي تملأ رأسي وقلبي ، بعد أن يتوقف كل شيء على أن يكبر ، بعد أن يتوقف الحقد والحسد ، ووحده الحُب والسلام من ينمو في الصدور وزوايا البلاد ، بعد أن تنمو الأطفال في القلوب وتموت القسوة والقهر ، بعد أن يستطيع العالم أن يسمع النداء الأخير للمُتعبين ، ربما حينها سأكبر أنا .
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
المقالات > بعد أن أُخيط جروح الأصدقاء
هدى فواز
بعد أن أُخيط جروح الأصدقاء
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3253101/
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
04/09/2018 في 8:32 م[3] رابط التعليق
راااااائع كلمات تختبئ خلفها معاناة أنحبت أديبة فهنيئا للكلمات قدومها وتعسا للألم كيف أصابها وهي تحمل هذا القلب الرقيق الذي يفترض ألا يعرف الحزن … كم أفخر بك وبقلمك ?
(0)
(0)
زائر
07/09/2018 في 12:50 ص[3] رابط التعليق
بصراحة راااائعه .. لكل منا الامه التي خطتها الظروف بقسوة وابتلعتها الحناجر بغصة … وتكبدنا خسائر لاتحصى ولازلنا نكابد ولازلنا نعاني لكن لن نخسر ولن نستسلم على حساب تعاستنا ! كوني قوية بالله ثم ذاتك لاترهقي قلبك فلربما يوما ما قادك قلمك نحو العلو والارتقاء … لربما حلقت عاليا نحو المجد والسماء واتمنى ان يكون قلمك خادما لكتاب الله وسنته وكل ما يؤثرررر في ميدان العطاء — سيري واستبشري خيرا وثقي بأن الشمس كل يوم تشرق من جديد وتغدوا الحياة مع الله افضل طريق لنسلك سويا ونمضي معا نحو السعادة في جنات عالية قطوفها دانية .. فالحياة ممر عيشي فيها بسعادة لاترفضي الحزن واعتبريه بلسما يقربك من ربك .. الحياة جميلة خذي منها المفيد ثم انطلقي في المسير وكل مرة تعرقلك خذي منها الزاد الذي يقويك على إكمال الطريق وتذكري ( المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف)
عزيزتي انت بارعه اسال الله ان ينفع بك وبقلمك الأمة الاسلامية وان يجمعك بوطنك وباحبابك ويغمرك بسعادة الدارين … كلماتك مؤثرة وأحببت ان اجاري ابداعك مع دعواتي لك بالتقدم والازدهار .
بقلم / صمت .
(0)
(0)
زائر
07/09/2018 في 12:52 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زاىر
07/09/2018 في 12:53 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
08/09/2018 في 2:20 م[3] رابط التعليق
ما أجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمك الجميل هنا ..
لقد كتبتِ وابدعتِ كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها ..
أتمنى لك التوفيق ..
(0)
(0)
زائر
08/09/2018 في 2:39 م[3] رابط التعليق
كلمات رائعه جدا ..
(0)
(0)
زائر
08/09/2018 في 4:44 م[3] رابط التعليق
مبدعة ، كلمات قريبة ومؤلمة وواقعيه كثيراً
(0)
(0)
زائر
08/09/2018 في 5:26 م[3] رابط التعليق
ما أروع أن تجد نفسك في كتابة منمقة ورائعة ، رائع جداً
(0)
(0)
زائر
08/09/2018 في 6:33 م[3] رابط التعليق
جميله بما تحمله من معاني مؤثرة ،،كوني قويه ف الإبداع يولد من رحم المعاناه ،، استمري ف تحرير قلمك فخورة بكِ?
(0)
(0)