من أول وهلة تستطيع أن تحكم على قضية مفبركة أو تصويرية لحدث ما، من خلال أي مقطع يوثق معالمها وأهدافها وأبعادها .
طالعت كغيري من المتابعين للواقعة التي أثارت حفيظة البدو .. ملاك الحلال والتي يظهر فيها مقيم عربي يُكبل كفيله بالحبال ويوثق الحالة بالفيديو مهاناً مستصغر, أمام مكفوله مفتول العضلات طويل القامة أفطس الأنف ملفلف الشعر أبو صدرية .. والوصف طويل لكن هكذا علقوا..!! .
يقال أن الجمل من أخطر الحيوانات ثأراً ويحتفظ بذاكرته سنوات عدة وإذ فعل لايبقي ولايذر .. قد ينهي حياة عدوه بلمح البصر .
احتقار الرجال ضعف وسفاهة ,يطغى عليها الكبرياء والتعالي .. مهما كان الشخص ..راعي أو قهوجي أو مقطوع من شجرة .. يبقى رجل يحس ويتألم يحلم ويتأمل .
قد تكون الحاجة وقلة اليدين سبباً في تحمل الاحتقار في أتفه الأمور .. لكن للصبر حدود وللرجال حقوق وللقرار مكان وزمان .
مهما بلغ حجم الوجاهة والمال والبنون لا مفر من القدر .. إن لم تتوافر الحكمة وسعة الصبر والتحمّل والعطف والوقار سيسقط الشخص من أعين الآخرين ويُذل من أصغر الخدم وقد يفقد حياته بسبب تصرفاته الطائشة .
الحياة مليئة بالمصاعب والغرائب .. محطة عبور وتجارب فهناك من يخلّد ذكرى جميلة وسمعة راقية ويضفى بخيراته على من حوله من أصدقاء وزملاء وخدم وغيرهم .. وهناك من يتفاخر بماله ويضر بتصرفاته ويجرح بأسلوبه ويتعدى حدوده وبالتالي يُذل لأتفه الأسباب ومن لايتوقع .
احترام الآخرين مهما كانت مكانتهم تولد المحبة والألفة والمودة والوفاء وتعزز من قيمة الشخص بعيون الآخرين .
التسليم بالخطأ وارد .. والانتقام بالمواجهة نقطة سالبه.. شحنات مكبوتة تنتهي بتفريغ جزء منها .. فالحكمة هنا غائبة ..واللجوء للجهات التشريعية منارة حق وعدل وإنصاف لكن مع من ؟! .. الراعي يدعي الجهل بالنظم والإجراءات بالرغم من توفر كافة السبل العدلية والقانونية المتاحة لكل مواطن ومقيم ..
الزول ..عصّب وطلّق بالثلاث أن يعمل مايدور برأسه .. وأخينا المثالي صاحب المال والكمال، مُصر على إن مكانته الاجتماعية بين أهل الإبل أكبر وأضخم من هذا الصعلوك المستقدم لمهنته التي يعتبرها مهنة رعاه متناسياً أنه صاحب المهنة والمُلك ، فيحدث الظلم أما بتأخر الرواتب أو المماطلة في حقوق الآخرين والمزايدة في النعت والتهكم بالسخرية والاحتقار وبالتالي تقع الواقعة .. خافظة رافعة .. والويل والثبور ..لامفر ولا ملجأ في صحراء قاحلة .. فتبدأ الدغدغة الميسرة مصحوبة بالترجي والاستغاثة والنزول للمساومة والإهانة بعد العزة والكرامة والمناخ والوجاهة ..
انتشر المقطع وانكشف المستور وشرح الزول الدرس واستوعبنا فحواه واستلهمنا ذكراه .
بقلم: بشير الرشيدي
التعليقات 3
3 pings
خالد العمري
04/09/2018 في 6:15 ص[3] رابط التعليق
مقالٌ فخم .. لقلمٍ فاخر .. لكاتبٍ حاذِق ..
(0)
(0)
زائر
04/09/2018 في 8:24 ص[3] رابط التعليق
الجمل لاطاح كثرة سكاكيينه
(0)
(0)
زائر
04/09/2018 في 11:56 ص[3] رابط التعليق
جميل جدا
التعالي والغرور لآياتي بخير
(0)
(0)