قد يمرٌ الشّخص منا في مراحل مٌختلفة من عمره ببعض التجارب الأليمة يكون السبب المباشر فيها أنواعاً مٌختلفة من البشر كان يظٌن أنهم أهلاً وأحباباً وأصحاب ولكنّهم تصدٌر منهم أنواع شتى من الظلم والإفتراء والجحود , والحقد والحسد والتشويه والإتهامات الباطلة بدون أدنى دليل وما هو أبشع من ذلك بدون خوف من الله أو وازع من ديّن ينّهاهم عن بشاعة ما يفعلون ويقولون , انهم يفعلون النقيض تماما فلاتٌطابق أفعالهم وأقوالهم ما يدّعون به من كمال الإيمان والأخلاق الفاضلة , فمنّهم من يتّهم الناس بالباطل ظلماً وأفتراءاً ومنهم من يسعى بالتفريق بين النّاس بدون أدنى دليل إلا ماروي له من منافق أو حاسد لا يتميز بعقلانية و لا يترفع عن تفاهات الأمور فهما في الجهل سواء.
يجب أن لايكون الإنسان تابعاً لأحد ليغير قناعاته ويقنعه شخص "ما" بأن فلان سيء أو علان منافق ويجب عليه أن يٌحكم عقله الذي وهبه الله له وأنٌ يمِيز بين الحق والباطل ولايترك مجالاً لأحد أن يتحكّم بعقله وشخصيته كيف يشاء بسوء علاقاته مع البشر ويقنعه بشي يراه من منظوره هو ان فلان ظالم او منافق , بل ديننا يأمرنا بعكس ذلك بأن نحسن الظنّ بالناس ونتسامح معهم ونتغاضى عن الهفوات ولا نجعل من أنفسنا رقيبا على البشر يتتبع الزلات , ونٌقيّم فلان وعلان بل الأولى أن نشتغل على تقييم أنفسنا وتطويرها وأن نخاف الله في كل ما نقول ولاننقل عن إخواننا إلا ماكان خيراً أو لنصمت ، فكماتدين تدان . قال تعالى : { ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبينا } صدق الله العظيم ( النساء أيه 112)
بقلم : مريم نويفع الميموني