كانت ولا زالت الثقة بالنفس أحد أهم أسباب النجاح لأي شخص كائن من كان مهما تذللت له العقبات وتسهلت له الامور الا ان الثقه مصدر رئيسي للنجاح وركيزة أساسية ، فأن لم تكن واثق في نفسك لن تكون ناجحاً في حياتك.
ولنكن على علم أن الثقة بالنفس سلاح ذو حدين , إذا زادت أصبحت صفه غير محموده وتحولت إلى غرور وإذا نقصت فقد تفقد المصداقية في التعامل مع الأخرين وتعرف الثقة بالنفس أنها تعتمد على أمور عدة مترابطه فيما بينها فالثقة بالنفس هي الرضا التام عن نفسك وما تفعله والقناعة بقدرك المكتوب , وهي تعزيز الذات وإثبات الحضور لشخصيتك وقوتها فمتى ما كانت ثقتك في نفسك عالية وكنت راضي عما تفعله إنعكس ذلك على شخصيتك وأصبحت شخصيتك أقوى ، ولكن معنى أن تؤمن بأنك مميز ذلك لا يعني أن تجحد وتنكر أن كل من حولك مميزون فإذا إعتزيت بتميزك وأنكرت تميز الأخرين , أصبحت ثقتك غرور , فلكل شخص منا صفات وجوانب مميزة في شخصيته وحياته العلمية والعملية متى ما كان واثق من هذا الجانب وعززه بالممارسة والخبرات والتجارب سوف يثبت للجميع انه مختلف.
ويُذكر قديماً أن هناك إمبراطور ياباني كان يقوم بإلقاء قطعة نقدية قبل كل حرب يدخل بها مع جيشه فإن جاءت صورة قال لهم"سننصر" وإن جأت كتابة " يقول لهم "سوف نخسر" ودائماً ماكانت تظهر له الصورة ويحفز ذلك الجيش ويقاتلون حتى الإنتصار , الغريب في الموضوع أنه لم يظهر له الوجه الذي به كتابة في أي حرب فأتت تلك السنة التي كان فيها مريضاً وأعلن فيها إبنه امبراطوراً لتلك المملكة , فطلب منه إبنه تلك القطعة النقدية التي تحقق الإنتصارات دوماً , فلما حصل عليها وجد الوجه الأول والوجه الثاني صورة ولم يجد كتابة , فتعجب الإبن من الأمر ولكن لم يعرف الحكمة من الموضوع.
فكانت الحكمة إن الإنتصار والنجاح يتحقق متى ما فكرت به ووثقت من نفسك وأمنت لذاتك ومتى مافكرت بالخسارة سوف تكون منكسراً دائماً ولن تنتصر حتى في أبسط الأمور , لذلك لا تتغلب على هموم الحياة بالحظ إنما بالإرادة والإصرار والوثق من نفسك أنك سوف تنجح دوماً.
ختاماً .. لكي تثق بنفسك عليك الوثوق بالله عز وجل القائل في كتابه الكريم , فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر: 55
وتذكرو دائماً وما يصيبكم إلا ماكتب الله لكم , كن واثق بالله وعزز ثقتك بنفسك وأسلك طريق النجاح , ولا تلفت للوراى فالمستقبل أمامك والله سبحانه وتعالى من فوقك فكيف لك أن تخشى عواقب الدهر وتخاف متقلبات الأيام.