يلفت انتباه الملاحظ لتغطيات الحركة الأمنية في المشاعر المقدسة، الأدوار الغير أمنية التي تظهر بجلاء في صور إنسانية وأخرى رعوية يقدمها رجال الأمن بين لحظة وأخرى. وهذا يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة ممثلةً برجال الأمن لخدمة حجاج بيت الله الحرام. فهذا الدور الإنساني في جانبه الكبير يظهر في بديهة رجال الأمن دون تصنع وبعيداً عن شاشات التغطية أو كاميرات التصوير، خلف ما نراه ونشاهده.
هناك يلبس رجل الأمن لباس الإنسان لا لباس الأمن، ويقدم اهتمام المحب لا واجب الموظف. هناك يرى رجل الأمن حاجاً يشبه الحاج الآخر لا تمييز بين عِرق ولا لون ولا جنسية، الجميع يلتحف البياض. هذا الجانب الإنساني يندر ملاحظته في أي محفل أو تجمع بشري. وحق عندئذ أن تفخر المملكة بمثل هؤلاء الرجال الذين يؤثرون إنسانيتهم على واجبهم الوظيفي، وحق لنا كشعب أن نتباهى يهم ونجعلهم انموذج رجل الأمن الإنساني.
قد يظن البعض أن هذا الكلام ينطوي على مزايدات تفوق أصل ما يحدث، ولكن في الواقع هذا أقل ما يعبر عن الحدث. ومن جدير ما يذكر أن الكثير من الحجاج يتناقلون الصور المعبرة عن إنسانية رجال الأمن في تعاملهم مع بعضهم البعض أو مع الحجاج أنفسهم. فليس من واجب رجل الأمن أن يحمل فوق كتفه طفلاً ضائعاً أو يحتضن حاجاً لا تربطه به علاقة أو يبحث عن ذوي حاج فقدهم بين زحام الحجيج أو يحمل مسناً ليؤدي منسكاً من المناسك.
إن رجال أمن الحج قد جمعتهم صفة التراحم، وهذه الصفة ليست منوطة بأي مهمة أمنية، إنما أتت من بديهتهم في محفل ديني يشهده ملايين البشر.
شكراً رجال الأمن .. شكراً للإنسانية التي تقدمونها لضيوف الله.