لا تزال المرأة السعودية تؤكد دورها الفاعل في المجتمع كشريك للرجل في الكثير من المناسبات. وهي الآن للعام الثاني على التوالي تقدم أدواراً كانت مقصورة على الرجال فقط خلال مواسم الحج السابقة. فهي اليوم تسانده في مهام الأمن والتنظيم والرعاية في صورة لم نعهدها من قبل. والحق أننا كنا ننتظر هذه الموازنة في الدور المجتمعي بين الرجل والمرأة منذ سنوات. ويأتي دور المرأة هذا الموسم كحاضنة أطفال لحجاج الداخل انعكاساً لأهمية دورها الفاعل وحمايةً للأطفال من العدوى والأمراض وخطر الازدحام.
وبعد نجاح مبادرة الحضانة الموسمية للأطفال في الموسم الماضي والذي قادته للنجاح المرأة السعودية، قررت وزارتي الحج والتعليم توسيع هذه المبادرة لتشمل نطاق أوسع من الخدمات المقدمة للأطفال. حيث اجتازت المبادرة حاجز الرعاية لتصل لتقديم البرامج التعليمية والتربوية والصحية.
ومما يجدر ذكره أن البرامج التعليمية تستهدف تعليم لغات عالمية كالعربية والإنجليزية والتركية والفرنسية وغيرها، أضف إلى ذلك الخدمات الصحية والتربوية المختلفة. كل ذلك يؤكد أهمية وجود المرأة وتفعيل دورها بالمشاركة مع الرجل في المحافل والمناسبات التي تتطلب حضورها.
ويتضح من خلال الأدوار التشاركية للمرأة السعودية، أنها تجاوزت مفهوم المشاركة لتصل إلى مفهوم المنافسة. فبعدما كنا نتطلع لإشراكها اجتماعياً لتحقيق مبدأ التوازن بين الرجل والمرأة، أخذت هي تفوق تطلعاتنا وتوقعاتنا لتؤكد إسهامها عملياً في صناعة الأثر والنتيجة.
كان هذا الدور النسائي مهمشاً لسنوات، وكان المجتمع مثقلاً كاهليه بحصر الأدوار على الرجال تحت مختلف أنواع التشدد الفكري. وها هو اليوم يقشع غبار تلك الأفكار ويجعل من نصف المجتمع (المرأة) شريكاً حقيقياً له.
لا غنى لأي مجتمع متحضر عن دور المرأة في النهوض به وبحضارته. وما تقدمه المرأة السعودية اليوم، ليس إلا تأكيداً لدورها الحيوي والفاعل الذي لا يجب الإغفال عنه.