لا تكاد ترى وسم (هاشتاج) فعال أو تغريدة تحوي ردوداً كثيرة حتى تجد طفيليون الدعايات الصحية لإنقاص الوزن يتهافتون إليك من كل جانب. وهم يحاولون إقتناص أي قضية أو خبر هام ليدخلوا إعلاناتهم (بلاش) دون تكلفة أو عناء. والمضحك في هذا الصدد، أن جمعية اليونيسيف نشرت قبل مدة قصيرة تغريدة لها تخص موضوع المجاعة في العالم، فكانت الصدمة أن عشرات الإعلانات لإنقاص الوزن شاركتهم القضية عبر الردود. فهؤلاء لا يتوانوا عن إنقاص وزنك حتى وإن كنت جائعاً لا تجد ما تأكل.
إتضح مؤخراً أن نسبة عالية من هذه الإعلانات "الغير قانونية" تحاول التسويق لمنتجات وسلع غير مصرحة من قبل هيئة الغذاء والدواء. أضف إلى ذلك أن من يديرون هذه الحسابات لا يحملون صفة رسمية أو يتبعون لجهات نظامية، بل يقومون بتسويق هذه المنتجات وفق إتفاق مسبق لنيل حصة مالية نظير التسويق أو المبيعات.
وهؤلاء لا ينحصر تواجدهم في المنصات الإعلامية فقط، بل يتواجدون كذلك في نوادي اللياقة البدنية والعيادات الخاصة والصالونات النسائية وأماكن أخرى كثيرة. والجدير بالذكر أن بعض هذه المنتجات يجري تسويقها ميدانياً في ساحات التجمعات العامة وبعض الشواطئ. ويستهدف هذا التسويق عادةً العنصر النسائي، للإقبال الكثيف عليه نتيجة مزجه بالصور الترويجية (قبل/بعد) من جهة، وميل النساء لتحقيق الرشاقة وتناسق الجسد من جهة أخرى.
يمكن القول أن هذه الإعلانات لم تلقَ رواجاً بهذه الصورة لولا وجود تفاعل حقيقي معها. فهناك حجم مبيعات بلا شك ونتائج ملموسة لبعض من استفاد من هذه التجربة. لكن هناك أيضاً أضرار صحية جانبية لا يتم اكتشافها إلا بعد تناول المنتجات بفترة. وهؤلاء المسوقون "الطفيليون"يدعمون منتجاتهم بآراء وهمية يدعون أنها نتائج سابقة لمستخدمي تلك العقاقير. كما يدعون في الوقت نفسه أنهم أطباء متخصصون في التغذية أو ما أشبه. والمثير في أمرهم، أن معظم الحسابات التي يسوقون من خلالها تحمل صور الأشخاص نفسهم، على الرغم من إختلاف أسماء الأطباء والعيادات فيما يدعون.
إننا على أي حال لم نجد الجهات ذات العلاقة تظهر وتبين للناس خطر هذه الإعلانات وخطر تلك المنتجات. ونأمل أن تظهر مثل هذه الجهة قريباً. أما نحن فليس بوسعنا سوى الإبلاغ عن الحسابات الغير رسمية التي تنتحل صفة طبية وتحاول بيع الوهم الذي يقولون أنه ينقص الوزن.