إنَّ النقلة من التعليم إلى التعلم ثورة بكل المقاييس وعلى جميع الجبهات، تنطلق من الفرد المتعلم الذي أصبح من واجبه أن يواصل تعليمه ومن واجب الحكومة والمؤسسات والجماعات أن توفر له بيئة اجتماعية زاخرة بفرص التعلم، ولا سبيل إلى ذلك إلا بأن تصبح هذه الحكومات والمؤسسات والجماعات هي الأخرى كائنات متعلمة.
التربية والتنمية صنوان في مجتمع المعرفة، واقتصاد قائم على المعرفة يعني اقتصاداً قائماً على التعليم، وذلك نظراً إلى كون العنصر البشري يعد من أهم مقوماته.
فإذا كانت المعرفة هي محرك مجتمع المعرفة، فالتعليم هو وقودها، وإذا كانت التقنية هي الآلة الجديدة لعدم المساواة الاجتماعية، فالتعليم – في المقابل – هو أعظم الوسائل لتحقيق هذه المساواة.
لقد أصبح التعلم من المهد إلى اللحد، وما كان لهذا الشعار أن يتحقق لولا ما أنعم الله عز وجل به علينا من توافر تقنية المعلومات والاتصالات، وخاصة الانترنت من فضاء تعلمي يتيح العديد من فرص مواصلة التعليم أمام الجميع: من ممارسة الهويات وتحصيل المعلومات العامة إلى اكتساب المهارات الدقيقة والمعارف العميقة، وكثر الحديث عن الجامعات المفتوحة وجامعات الهواء الطلق وجامعات بلا جدران ومدارس بلا أسوار وجامعات شعبية وجامعات عمالية وصناعية وجامعات العمر الثالث ومراكز المعرفة الريفية ومشروعات المدن والقرى المتعلمة وجامعات وفصول خائلية وشبكات تعليم وتدريب من بُعد وخطط وطنية لمحو الأمية ونشر الثقافة التقنية.
لقد أصبح التعلم الشغل الشاغل للجميع، دول وتكتلات إقليمية ومنظمات دولية، بل مؤسسات تجارية وإعلامية أيضاً. وهو شاغل الكبار حفاظاً على الريادة والتنافسية، وشاغل الصغار أملاً في اللحاق.
إن هناك جهوداً متعددة في الوطن العربي لتعليم الكبار والتعليم المستمر منها: الجامعات المفتوحة، ومراكز خدمة المجتمع، وبرامج محو الأمية الأبجدية وتعليم الكبار، وبرامج محو أمية الحاسوب ، والتعليم عن بُعد، والجامعات العمالية، والجامعات الخائلية، وهناك عدد كبير من مراكز التدريب المهني.
خلاصة القول إنَّ تعلم عصر المعلومات سيتجاوز أسوار المدارس ليتحول العالم على اتساعه فصلاً، وذلك بفضل تقنية المعلومات والاتصالات التي تنقل إلى المدرسة واقع ما يجري خارجها.
أ . د / زيد بن محمد الرماني
ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التعليقات 3
3 pings
بشير الرشيدي
22/07/2018 في 12:52 ص[3] رابط التعليق
طرح متميز بارك الله فيك يادكتور زيد ..
(0)
(0)
زائر
22/07/2018 في 2:39 ص[3] رابط التعليق
والله انك ماصدقت عدل ومساراه بوزارة التعليم هذه كذبه بيضاء ظلمت نفسك وانت تدري وتعلم علم اليقين ان هذه الوزاره فيها اكثر من سبعين الف موظف وموظفة مظلومين ومهمشين وعلى خط الفقر وانهم يعاملون معاملة الوافد وللوافد حقوق ونحن ليس لدينا حقوق نهاياً وليس لدينا تصنيف وظيفي كالوافد وزاره تعاملك معاملة عامل هامل وانت تعلم بذلك والله لايخفى عليه شي لافي السموات ولافي الارض يالحبيب وافسد وزاره على وجه الارض
(0)
(0)
زائر
22/07/2018 في 2:40 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)