أنصاف الرجال
حقيقية قد تكون شبه غائبة وواقع مرير قد يكون معاشا في بعض الأحايين ونزاهة قد تكون مفقودة وثناء قد تكون فيه محسود،إذا كرة خاسرة لمن تشبث بشعرة معاوية،قد يكون الكلام مبهما لكن نوره للبصير منير وقد يكون المسار معتما لكنه للضرير خطير ،مشارب قوم لها من الرجولة نصيب وزمرة قوم بها من الأوبئة ما الله به عليم.
هكذا هي الحياة إذا فيها من الغث والسمين لكن جزالة حرفي أبت إلا أن تعرج على السقيم ،نعم هذه الحقيقة نعيشها بواقع أليم
المواقف تترا والأنصاف تطغى والباب مشرعا من دون جدوى
إن ما نراه ونلحظ في مجتمعنا هذه الأيام لهو التغيير الجذري كما يسمونه بسبب وسائل التواصل الحديثة وملحقاتها والتي ما يلبث أن يتشدق بها من الرويبضة ونعام القاع المنقرض ما يستدعي التفكير الف مرة قبل التفوه لسذاجة العقول ولقراع الطبول والذين لا يلبث كلامهم أن لا يتعدى حناجر ألسنتهم،إن تسيد الزمان والمكان لن يكون إلا بالحكمة والفصاحة وفن الاتقان وإن دور السفهاء في البلبلة والركوب على أمواج مستعصية لهي بلية العصر حقا .
إن العيب ليس بصقل المواهب وتتبع عادات الآخرين الحميدة إنما العيب في التدخل بشؤون الآخرين ومناقبهم ومقتهم وكأنهم نذير شؤم لأجله.
فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ومن تدخل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه،فالترك هنا واجب وارشد نبينا صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام الأوقات بالخيرات وليس بالمهاترات ،وترك فضول الكلام ولغو الحديث لأنه يتعلق بجارحة خطيرة ألا وهي جارحة اللسان،فالفوائد عظيمة في الترك ايضا،فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية،فمن اشتغل بالناس نسي أمر نفسه وأوشك اشتغاله بالناس أن يوقعه في أعراضهم بالقيل والقال وكما أن المرء عندما ينشغل بنفسه بما يعينه على حفظ وقته لهو أرقى بكثير ومسارعة للخير فضلا عما يورثه ذلك على مستوى المجتمع من حفظ الثروات وتنمية المكتسبات وإشاعة روح الجدية والعمل والإخاء والتعاون.
جعلني الله واياكم من الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع ولا لغو عن ذكر الله وابعدني الله واياكم عن أنصاف الرجال المرجفة،والله نسأل أن يعيننا على حسن استغلال الأوقات وأن يجنبنا وإياكم فضول الملذات إنه جواد كريم .
بقلم : عبدالله محمد
ايميل : aljzerh2009@hotmail.com
تويتر:الحر الابي
17/07/2018 9:02 م
لا يوجد وسوم
8
125220
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3240766/
(0)
(0)
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
17/07/2018 في 10:09 م[3] رابط التعليق
قلت فأجدت وأفدت كعادتك .. حفظك الله أبا إبراهيم في الصميم ( ليت قومي يعلمون ) >> ليتهم يفقهون .
زائر
17/07/2018 في 10:59 م[3] رابط التعليق
اشكرك على هذا الأسلوب الراقي والاحساس المنطقي
عبدالعزيز الدويّخ
17/07/2018 في 11:19 م[3] رابط التعليق
ما أجملك و أجمل ما خطه بنانك.، مشاركة قيمة والله و زادها قيمة نمطها الجديد و القليل استخدامه بمجال المقال الصحفي
اوغلت في دهاليز العموميات و أشرت لمن يفهم بالإشارات ،
وحرفك قد يختار كما قلت السقيم و لكن ليجعل منه السليم القويم
وفقك الله الحر الأبي
زائر
17/07/2018 في 11:32 م[3] رابط التعليق
التميز يتبعك فيك كل مقال او تصريح
سعد بن سعود
18/07/2018 في 1:16 ص[3] رابط التعليق
لله درك ابا ابراهيم ..كتبت فأبدعت
زائر77
18/07/2018 في 2:52 ص[3] رابط التعليق
مافهمت شي انتم فهمتو شي ولابس تصفيق
زائر
18/07/2018 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
بوركت الا رغت كتبت واتقنت ولكن طغى الواقع على العاقل فاصبح السكوت خير ملاذ عن الضوضاء التي يعج بها نا اشرت اليه دمت بحفظ الله
عبدالرحمن صامل الرويضي
زائر
19/07/2018 في 12:48 م[3] رابط التعليق
اتقنت فابدعت