من يعرف الدهر ما طابتْ مسرته
ما طاب أنسٌ وقد لاحتْ مضرته
يأتي بك الشوقُ في أطلالهم ثملا
لا يرحم الوجدُ من تطويه حسرته
من يطلب الودَ وصلا بعدما أفلَ
من غائبٍ كيف قد تأتي مودته
المرءُ لو هام في عيشٍ على أملٍ
لا يأمن المرَ لو شاحت مبرته
فكم بلاء أتى في حسن مبهجةٍ
ثم التوى القبحُ لا تُخشى معرته
ترى من السعد والأفراح ظاهرها
لا دامَ دهرا ولو دامت معزته
فقد يعيش عزيز النفس في شجبٍ
وقد يكون حقير الدهر صفوته
قد يعشق المرء من يشقى بصحبته
ويقتل الظلم من تبكيك عبرتُه
وكم صديق لك الأسرار ينثرها
وهو الأمين الذي تغريك سيرته
قد تشرب الداء عذبا من مظنته
أن النجاة من الأسقام شربته
ما دامَ جاهٌ وما يبقى لصحابه
سوى الذي كان قبل القبر فعلته