ضجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بأنين صاخب عندما صرح أحد أعضاء مجلس الشورى بإسقاط مذكرة التصويت التي طالب فيها برفع الحد الأدنى لأجور السعوديين لستة آلاف. الأمر الذي لم يستسيغه المواطن البسيط. ومما زاد في الطنبور نغمة، أن الأكثرية من أعضاء المجلس رأت عدم أحقية التصويت لهذه المذكرة. ونحن كمواطنين لا يجوز لنا أن نناقش سعادة الأعضاء في رأيهم هذا. فنحن نملك حق المشاهدة فحسب، أما ما يدور تحت القبة فلا نملك إزاءه مثقال ذرة. قد تكون هناك أسباب وجيهة دفعت سعادة الأعضاء للوقوف في وجه التصويت لرفع أجر المواطن صاحب الأجر البسيط. ونحن لا نعلم على وجه الدقة تلك الأسباب، لكننا نعلم أن هناك مواطن يترقب صباح مساء أن يحظى بمن يقاسمه همومه ويأخذ بتلابيب يده إلى ما فيه إسعاده.
لقد تلقى المواطن صاحب الأجر البسيط ضربةً لعلها أوجعته عندما شاع هذا الخبر، ولكنه ليس الأول. فقد سبق لسعادة الأعضاء الوقوف في وجه مذكرات شورية لا عد لها قد يصح القول بأنها كادت أن تغير أحوالاً كثيرة. ونحن لا يجوز لنا أن ننكر ما يقدمه أعضاء الشورى من عمل، فهم أصحاب الرأي والمتخصصون، ولهم مساهماتهم في كثير من التغييرات التي خدمت الصالح العام.
لكن المواطن البسيط لا يكترث بما يجري تحت قبة الشورى، إنه بالأحرى يطالب بما ينفعه. ولكن هل سعادة الأعضاء قريبون بما يكفي لمعرفة ما يهم المواطن؟ لقد أوضحت الإحصائيات بأن 46% من السعوديين العاملين بالقطاع الخاص تقل أجورهم عن 3000 ريال، وتشير الإحصائية نفسها إلى أن 87% من إجمالي السعوديين لا تتجاوز أجورهم 5000 ريال. ونحن لن نتحدث عن قدرة هذه الأجور في التصدي للظروف المعيشية الصعبة، فهذا مما يشق الحديث عنه.
إن رفع الحد الأدنى لأجور السعوديين يصح أن يقال بأنه الحلم القديم الذي تحول إلى كابوس. فكل ما اقترب هذا الحلم ليصبح حقيقة، أعاده سعادة الأعضاء إلى كابوس. إننا نشعر بحاجة للبحث عن معجزة تؤكد للعاملين تحت قبة الشورى أن المواطن هو السبب الرئيس لوجودهم، وهو الهدف الأول والأخير لكل ما يقومون به.
التعليقات 2
2 pings
زائر
03/07/2018 في 4:21 م[3] رابط التعليق
كلام سليم كاتبنا متى يعي الاعضاء ذلك بان المواطن سبب وجودهم تحت خذه القبه
(0)
(0)
زائر
03/07/2018 في 5:39 م[3] رابط التعليق
فعلا مصيبه كبيرة.
الله المستعان
(0)
(0)