تطورات تكنولوجية جديدة خلقت لنا عوالم إفتراضية و حقائق بديلة , نتج عنها هروب شبه جماعي من الواقع للعيش في عالم خيالي ..!

أصبح البعض أسير لتلك الشاشات الصغيرة ..! , يأخذه التّطور في الذّكاء الإصطناعي إلى عوالم مجهولة ..! , يبحث عن عالم مثالي بالهروب من الواقع الذي يعيش فيه ..! , يستبدل واقعه بعالم إفتراضي سعياً لتحقيق السعادة والهدوء الرِّضا , بل تجده كـالرّحالة بين طبقات تلك العوالم الخيالية بحثاً عن نفسه ..!

مما أدّى ذلك إلى الشعور بالرضا لدى بعض البشر بإنفاق المزيد رغبةً في الحصول على المزيد ..! , وذلك بُغيةَ أن يصبحوا شيئاً آخر غير أنفسهم ..

والأسوء من ذلك بأنهم على إستعداد لدفع ثمن هذا الطريق الـوهمي لوجود مثالي ..!

فمهما كان واقعهم قاسي فلن يكون أكثر قسوة من تبِعات تواجدهم في عالم زائف على أرض الخيال.

تمر عليهم الأيام والشهور والسنوات ، متناسين بأن واقعهم في عالم الخيال مجرد هروب مهما إختلفت أدواته أو مسمياته ..! , وكأنهم مصرِّين على ( تجنّب ) الحياة.

أخشى أن يأتي عليهم يوم يحزنون فيه على ذلك الهروب من الواقع.

كفانا هروب , علينا جميعاً أن نساهم في نشر ثقافة الإستخدام الإيجابي للإستفادة من التطورات التكنولوجية في واقعنا الحقيقي ..

علينا أن نعي جيداً المخاطر التي يمكن أن تحاصرنا نتيجة سلبية الإستخدام ..

فالإستخدام السلبي لمثل هذه التقنيات الحديثة سيحولها لوحوش إلكترونية لا نقوى على مواجهتها , ولابد من وقفة صادقة لمكافحة الإدمان الإلكتروني ..!

المسؤولية تقع على عاتق الجميع دون إستثناء ..

فالجميع متأثر بأشكال مختلفة ، وفقاً لظروفهم المسبقة ، وسمات الشخصية لديهم ..!

دعوة من محب لكل مستخدم بأن يكون واقعي عند دخوله لهذا العالم الخيالي ..

فلو أحسنا التعامل مع هذه التقنيات الحديثة لحققنا فوائد كثيرة في مختلف مجالات الحياة ، ولكن هذه المرة ستكون على أرض الواقع لا في عالم الخيال ..!

في الختام , علينا أن نتعامل بذكاء أكبر مع هذه التكنولوجيا الذكية ..!