إن الله تعالى أنعم علينا بنعمة الصيام ، وجعله ركنا من أركان الدين.
الصيام يذكرنا بالله بقوة الإيمان ، وحسن الصِّلة مع الله .
ومما اهتم به الإسلام إخراج زكاة الفطر لتكون عونا وسندا للفقراء في يوم العيد ليفرحوا كما يفرح الأغنياء .
والحديث عن إخراج زكاة الفطر بالقيمة ليس معناه معارضة الأحاديث التي ذكرت الأصناف التي تخرج منها زكاة الفطر ، وإنما التفريق بين مكان وأخر .
المسلم الذي يعيش في الغرب اليوم يواجه صعوبات معيشية أكثر من غيره ، لذا المجلس الأوروبي كونه المرجع الشرعي في أوروبا يرى إخراج القيمة أنفع للفقير .
إن العلة من فرض الزكاة هو إغناء الفقراء في هذا اليوم ، فمتى تحقق الإغناء كان ذلك هو الأولى.
وواضح جدا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أغنوهم في هذا اليوم ) أن المقصود الأساسي من هذه العبادة المالية هو إغناء الفقير في هذا اليوم ، يوم الفرحة والسرور ، وليس المقصود نوعا أو أنواعا معينة بذاتها من الأموال بدليل أنه عليه الصلاة والسلام جمع بين خمسة أنواع من الأطعمة الميسورة للناس في ذلك الوقت مختلفة الوظائف : فمنها غذاء أساسي لسد الجوع ، ومنها ماهو للتحلية والتسلية في يوم الفرحة كالزبيب .
فمن الفقهاء المعاصرين الأستاذ مصطفى الزرقاء رحمه الله يرى إخراج القيمة أنفع حيث يقول : فتشريع زكاة الفطر وزكاة الأموال معقول المعنى ، ويحب عند الإشتباه النظر إلى ما تو أنفع للفقير ، أو أيسر على المكلف ، وليس مثل عدد ركعات الصلوات توقيفامحضا لادخل للعقل فيه ، بل الفارق بينه وبين عدد الركعات فارق عظيم .
المسلمون اليوم في الغرب يسعدهم المال لقضاء حوائجهم القائمة على المال.
إن زكاة الأموال - وهي أعظم عبادة مالية في تكاليف الإسلام - مع أن الله تعالى قال فيها ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) . مما يشعر ظاهره أنها يجب أن تؤخذ من عين المال المراد تزكيته.
إذا هذه الشعيرة العظيمة التي تبعث المودة والرحمة في قلوب الفقراء لابد أن يكون فيما ينتفعون به.
بقلم الشيخ : نو ر الدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس.