لقد تطور مفهوم الإشراف ابتداءً من القرن الماضي وحتى اليوم الحاضر، فقد كان المفتش التربويّ يهتم بشكل أساسيّ بمراقبة المعلمين وتحديد أخطائهم، وانتقادهم، وإلقاء الأوامر والتعليمات عليهم، والتعامل معهم على اعتبار أنّهم أدوات، إلاّ أنّ هذا التصور تغيّر لاحقاً ليصبح المعلم شريكاً في العملية التعليميّة كما أصبح عمل المشرف التربويّ يفرض اتباع المقاييس الديموقراطيّة، واحترام مشاعر المعلمين، والحوار معهم، فقد تحول دور المشرف التربويّ من التفتيش إلى التوجيه القائم على أُسس علميّة مُهمة لتكريس الحوار والنقاش التعاونيّ كأساس للعمليّة الإشرافيّة.
فالإشراف التربوي عبارة عن أداة لتطوير البيئة التعليمية. ويبدو ذلك مما يأتي:
Pان التربية لم تعد محاولات عشوائية، أو أعمالاً ارتجالية، لكنها عملية منظمة لها نظرياتها ولها مدارسها الفكرية المتعددة، والتي تسعى جميعها إلى الرقي بالإنسان.
Pالإنسان بطبيعته يحتاج إلى المساعدة والتعاون مع الآخرين، ومن هنا تنبع حاجة المشرف التربوي كونه مستشاراً مشاركاً، فضلاً عن أن عمل المشرف التربوي يكّمل في كثير من جوانبه عمل المعلم ويتممه.
- إن التحاق عدد من غير المؤهلين تربوياً للعمل في مهنة التدريس يتطلب وجود مخطط ومدرب ومرشد، وهذا يتحقق في المشرف التربوي.
- المعلم المبتدئ. مهما كانت صفاته الشخصية. واستعداده وتدريبه، يظل في حاجة ماسة إلى التوجيه والمساعدة وهنا يكمن دور المشرف التربوي في ذلك .
- P وجود المعلم القديم الذي لم يتدرب على الاتجاهات المعاصرة والطرق الحديثة في التدريس يؤكد الحاجة إلى عملية الإشراف، وذلك لتوضيح فلسفة التطوير الأدائي ومبرراته أمام المعلم الذي مازال متمسكاً بالأساليب التقليدية التي اعتاد عليها في عملية التدريس، ذلك لأن مثل هذا المعلم عادة ما يزال يقاوم كل تغيير وتطوير في البرامج التعليمية حتى يعي أهدافه ومبرراته وتقنياته.
Pحتى المعلم "المتميز في أدائه " يحتاج في بعض الأحيان إلى الإشراف، ولا سيما عند تطبيق أفكار جديدة، حيث يرحب دائماً بمقترحات المشرف وبزياراته الصفية أكثر من المعلم الأقل خبرة لأنه لا يخشى نقده
- يتضح مما تقدم أن الإشراف التربوي ضرورة لازمة للعملية التربوية، فهو الذي يحدد الطرق ويرسمها، وينير السبل أمام العاملين في الميدان، لبلوغ الغايات المنشودة، بل إن نجاح عملية التعليم والتعلم أو فشلها، يعتمد ذلك كله على وجود مشرف تربوي ناجح أو عدم وجوده، يقوم بتنفيذ مهام الإشراف التربوي ويعمل على تحقيق أغراضه .أهداف الإشراف التربوي
يهدف الإشراف التربوي في المملكة العربية السعودية بصورة عامة إلي تحسين عمليتي التعليم والتعلم وتحسين بيئتهما، من خلال الارتقاء بجميع العوامل المؤثرة فيهما، ومعالجة الصعوبات التي تواجهها، وتطوير العملية التعليمية في ضوء الأهداف التي تضمنتها سياسة التعليم في المملكة