الإفراط في إحسان الظن هو أحد الطرقالموصلة "للانبهار" بحيث يجعلك هذا الإفراط ترى أشخاص أو دول أو مجموعاتأفضل مما هم عليه في الواقع سواء على الصعيد الشخصي أو السياسي أوالإقتصادي أو الإجتماعي، فيكون العقل الباطني صورةً رائعة لديك عن ذلكالآخر منتهية بالإعجاب به
ومن هنا تبدأ رحلة اللاوعي التي تلقي بك في حضيرة التبعية العمياء لهذا "المبهر" الذي لا تعلم عنه إلا بعض جوانبه المضيئه من تصريحات ، أو أفكار ،أو مشاهد،
وهذا الإفراط بالمحبه المبني على حسن الظن المنتج للإعجاب المنتهي بالتبعية، لن يسمح لك برؤية الأخطاء أو إنتقادها مهما كانت فاضحه بل سوف تبررها، والأدهى والأمرّ أن هذا الأمر لن يتوقف عند هذا الحد فحسب!! بل سيصل إلى نقاطٍ أكثر عمقاً وتأثيراً ألا وهي العقيدة والوطن والنفس
ومن غرائب هذا المعجب أنه لا يكتفي بالإشادة بمن سلب عقله فقط، فيتحول تلقائيا إلى جلاداً لنفسه ووطنه ومجتمعه وعقيدته، لدرجة التقليل منها أمام هذا الآخر الذي ورّد له عقدة النقص
ولعل من أمثلة التقليل بالعقيدة أو بالنفس أمام الغير ما ثرثر به الممثل /ناصر القصبي في برنامج مجموعة إنسان قبل أيام حين قال : "أن الملحد مقدم على المؤمن من حيث الأهمية عند الله"!!؟ ، "و أن الملحد أقوى إيماناً مني"!!؟
ومن مسلسلات جلد الذات التي نعيشها اليوم من قبل "مرضى الإنبهار"، ما يتغنى به حمقى الإخوان عن تركيا وتصوريها لناس بأنها شوكة الإسلام التي إن سقط عن عرشها أردوغان فلن تقوم للمسلمين قائمة،
رغم أنها تستعين بإيران وتحالفها في سوريا، ولها سفارةً بإسرائيل !! وبداخلها نظاماً علمانياً يكفّرونه الإخوان أنفسهم ولا يرضون به في غير تركيا، وأيضاً لا وجود فيها لحجاباً أو ولاية ناهيك عن توفر الكحول وغير ذلك مالله به عليم، ومع هذا لا يرون عيباً واحداً من عيوب تركيا المتراكمة كجبال السروات أو تناقضاتها التي يبصرها الأعمى شيئاً يستحق النقد!!
إذاً مالذي يجعل تركيا إستثناءً لدى هذا التنظيم!!؟
ماهو إلا أن أردوغان المبهر هناك، نعم الإخوان يرددون شعاراً يتهكمون به على أعدائهم دائماً وفي الحقيقه هم أحد مرضا هذا الشعار (المنبهرين)
وفي ما سبق مثلاً أخر يتضح فيه مدى خطورة وكيفية التقليل من الدول و ولاة الأمر والمجتمعات أمام الغير من مبدأ اللاوعي الذي يعيشه أتباع هذا التنظيم أو ذاك ممن يعتقدون أنهم يفكرون بينما هم في سباتاً فكرياً عميق
ما أريد قوله هو أن لا فرق بين حزبين معجباً كلاً منهما بشخص أو بدولة أو بمجتمع، جميعهما خطراً حقيقي يهدد الأمن القومي والفكري والإجتماعي والعقائدي لدى الدول المسلمة كافه،
لأنهم وببساطة يعانون من عقدة النقص أمام الغير، ويريدون تقليده أو أتباعه أو تطبيق أفكاره لدينا بعلم أو بدون علم، لهذا يجب إيقافهم ومعاقبتهم
ولتجنب تفشّي هذا المرض يجب علينا أن نقف صفاً واحداً لمحاربة آفة (الإنبهار بالغير أياً كان مصدرها أو توجهها) بالعمل على إظهار الجوانب الإيجابية الكثيرة التي نمتلكها، كأفراد أو مجموعات أو شعوب، "عن عقيدتنا أو أوطاننا أو أنفسنا أو عاداتنا وتقاليدنا"، لنكوّن صورة جميلة في أذهان من لا يعرفنا لا العكس .