تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات الصور المقززة من القاذورات - أجلكم الله - والتي استخرجت من باطن الأرض وقذف بها إعصار " مكونو " على ظهرها ، والتي كانت مطمورة تحت طيات وخفايا البر والبحر مدعين أنها وسائل سحر استخدمها السحرة لسحر الناس!
فالسحر وإن كان موجوداً ولا ينكره عاقل،
لا يكون له رواجاً إلا بين أوساط المجتمعات الجاهلة والتي لاتحترم عقلية الإنسان الذي ميزه الله به عن باقي المخلوقات.
ولكن من يشاهد تلك الصور ويقرأ ماكُتب عليها وحولها من تعليقات ، يُخال له أننا نعيش في عالم الجن والسحرة ، وأن كل ماحولنا ينقم منا !
بينما الواقع يحكي أن تلك الأطنان المطمورة من القاذورات هي بعض من مخلفاتنا وتطرفنا المقيت ضد البيئة والأرض بكاملها!
لا أبالغ إن قلت إنها نتاج تخلف الكثير من بني الإنسان في عالمنا العربي تجاه المحافظة على البيئة ومدى الأذى البالغ الذي ألحقناه بها مما نتركه خلفنا من قاذورات على أي أرض مشينا في مناكبها وخجلت منه فطمرته داخل جوفها لتواري سوءاتنا
وكأن إعصار مكونو أراد أن يستعرض لنا فلم من أفلام الأكشن التي الفناها على مراحل نحن بني الإنسان وأدينا أدوارها بكل إتقان ، ليذكرنا بعمل فاضح وتطرف واضح ضد البيئة ارتكبناه من قبل وصار مع الوقت في عقولنا إلى نسي منسيا!
نعم إنها أعمال خارقة ولكنها عكسية مخيبة أخجلت الأرض فوارتها حياء بين طياتها وليست سحراً كما يزعم البعض !!
ومن المفارقات العجيبة والغريبة أنه بدلاً من أن نخجل من بعض أفعالنا والتي عرّاها ذاك الأعصار ونعيد حساباتنا حول الحفاظ على البيئة وتطهيرها من مخلفاتنا تلك ، ونعكف في محاريب الإصلاح لمعالجتها ، أخذنا نكيل التهم ضد ساحر مجهول وشيطان مكبول لم نرهُ من قبل ولا من بعد حتى في عالم الأحلام ، ولم نعرفة إلا من خلال التهئات الخيالية التي أقل ماتوصف به أنها ساذجة برمجتها عقولاً فارغة !
إن ما شهدنا من تلك الصور والتي تناقلها البعض محسبناً ومحوقلاً ، ماهي في الواقع إلا صورة من صور سحر. سحرة فرعون الذين سحروا بها وهماً أعين الناس وخيل لهم من سحرهم أنها تسعى!
وحيث أن عصا " موسى عليه السلام " لقفت
ماصنعه سحرة فرعون وأبطلته ، فأننا بحاجة إلى عصا مؤثرة تلقف كل هذه الأيادي العابثة بالبيئة والأقلام المظللة لأفكار النشىء.
لا أعلم إلى أي حين سنقبع في عالم الخزعبلات وننحدر بعقولنا أودية الجهل سالكين بها شعاب التخلف ، بينما الآخرين يصعدون بأفكارهم وعقولهم لقمم عالم العلم والمعرفة!
شكراً يامكونو والشكر موصولاً لشقيقك من قبل تسونامي من غير تحية ولا ترحيب بِكما ، لأننا لسنا سعداء بعودتكما ، ولكن إبراء للذمة وحِفظاً للحقوق ، فلن أكون هاظم أو مصادراٌ لدوركما ، فقد عرضتم لنا على شاشات الوقع أفلاماً احتوت كما كبيراً من الدروس الثرية لمن ألقى السمع وهو شهيد ، لكي يستنبط إثرها حلولاً تعالج الخلل الذي مارسناه ولا زلنا نمارسة ضد كوكبنا في القادم من الأيام ونتحلل من ظلم ذاك الشرير المجهول!!.
دمتم بود ..
بقلم / محمد بن جهز العوفي
التعليقات 9
9 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
28/05/2018 في 3:00 م[3] رابط التعليق
احسنت مقال جميل ..فعلا يجب علينا مراجعة انفسنا بالمحافظة على نظافة بيئتنا ?
(0)
(0)
عيسى العوفي
28/05/2018 في 3:21 م[3] رابط التعليق
الله المستعان فعلا كلام واقعي شكراااا لك ياستاذ محمد
(0)
(0)
ابو احمد .. عبيدمطرالعوفي
28/05/2018 في 7:34 م[3] رابط التعليق
سلم قلمك وفكرك استاذ محمد جهز
ماستطرته هو قلب الحقيقه .?
وياليت قومي يعلمون ….
(0)
(0)
زائر
29/05/2018 في 12:47 ص[3] رابط التعليق
سلمت يدك وسلم قلمك على مقالاتك التي هي عين الحقيقه يابواحمد/اخوك خلف عليان العوفي
(0)
(0)
زائر
29/05/2018 في 12:51 ص[3] رابط التعليق
سلمت يدك و سلم مقالك / خلف عليان الحربي
(0)
(0)
كان يا ما كان
29/05/2018 في 3:56 م[3] رابط التعليق
الا تؤمن بمقوله (رب ضاره نافعة) لا ننكر ان الاعصار اظهر بعض الاسحار المرمية في البحر او في جوف الارض
واظهر قاذورات تعمد البشر الا اخفائها
شكرا استاذي / محمد
(0)
(0)
زائر
03/06/2018 في 10:29 ص[3] رابط التعليق
الكلام جميل وواقعي لكنك اعطيته اكبر مما يستحق
(0)
(0)
زائر
27/06/2018 في 3:39 ص[3] رابط التعليق
التعليق
(0)
(0)
زائر
27/06/2018 في 3:43 ص[3] رابط التعليق
كلامك صيحيح مقال جميل ممتاز بس وين الي يفهم
(0)
(0)