لا ريب في أن الوطنية سلوك شهم ارتبط على مر العصور بوصف الشم الأ شاوس من فاتحين ومحررين لأوطان فكانوا الركن المميز في تغيير مسار التاريخ ، و لا يحصر معنى الوطنية فقط في من ينتسب لجيش صامد يجسد صرخة الحق في ساحات المعارك بل ينتشر ليشمل صاحب القلم الذي يضيء منهجية الأجيال بسرد حقائق الماضي ، كل طالب علم يجد ليكون من بناة ركب؛ التنمية اللامتناهي، كل أم تسهر لتنشئة فلذات ترى فيهم لبنة المستقبل، كل مدرس تذبل مقلتي عينيه تعبا تحقيقا لمعادلة " العلم تزينه الأخلاق" اختصرت في مفهومها سر وجود الأمم.
و يطول السرد في تعداد الوطنيين ليختصر الحديث في أن الوطنية حب لرقعة كان لها الإنتماء الأول فالبيت الوطن الأصغر و الحي الوطن الأشمل و البلد الوطن الأكبر يترجمه سلوك حضاري تحكمه أخلاق وتزينه أفعال تترجم في فحواها أن حب الوطن من الإيمان و بالإيمان بفكرة وطن تاريخه حافل ببطولات رسمت مسار مستقبله من وقود قيادتنا الرشيدة.
و مفهوم الوطنية كغيره من المفاهيم قد يختلط بغموض تقارب الخطوط و إذابة الحدود فيتحول من مفهوم إيجابي و رمز للنبل إلى ممارسات عنصرية تحمل من الضغينة و الحقد و اللامنهجية في التصنيف ما يحطم الأنفس و يفرق الصفوف و يدني النفس إلى أقاصي عميقة من العنجهية و اللامسؤولية التي وإن فسرها البعض بالحب المتفاقم للوطن فهي تبعد كل البعد عنه.
فنجد العنصرية دحضت حظوظ التساوي بين أبناء الوطن الواحد فأصبح الإنتماء حزبيا متعلقا بفرق قصمت ظهر الوطن وخلقت طبقية إجتماعية و فوارق مبنية على أسس واهية لتتسع الهوة بين حضر وبدو و تملكت القبلية أحيانا كثيرة زمام الأمور بحجج متصدعة لا توصل إلا للتفكك الوطني.
فصنف الناس إلى طوائف لبعضها الأحقية أكثر من غيرها رغم أن الشرع و العقل يلحان بشدة أن انتماءنا للمملكة و بوابة الحرم المكي انتماء رباني للغاية.
و لم تسلم منظمات الأعمال بدورها من التأزم و التعصب في اختيار الموظفين و ترقية المتعطشين للكد في العمل ممن يستحقون أن تتوج جهودهم فنراها تمحق تحت رحمة بعض أرباب العمل الذين يرون في مناصبهم لجام السلطة فيحبذون أقرانهم و معارفهم لمنحهم مناصب أعلى فيقتل الإبداع في العمل.
بل امتدت العنصرية لتصبح العضوية في قبيلة بعينها شرط قبول أو رفض لبناء عش المودة والرحمة و المرافقة و كسب الخلان مصدر للتفاخر بالنسب و الأصول. فصنف بنو آدم الابن سيد وأخر اجداده من العبيد .
و لو يطول الشرح و البيان لن تنغمس في عقل الإنسان أن اولئك من تفرقوا و سنوا الفرقة قانونا أبناء جلدة واحدة لها تاريخ شامخ بدين كان السباق في حضر العنصرية و لن يكون لها مستقبل
مشرق إلا عند ترجيح الأنسنة و العودة للحق و تحقيق معادلة لا فرق إلا بالتقوى.
التعليقات 3
3 pings
زائر
27/05/2018 في 12:35 ص[3] رابط التعليق
كثر الاعلانات والترويج يظهر حقيقة اللعب
(0)
(0)
زائر
27/05/2018 في 4:10 م[3] رابط التعليق
اعجبنى مقال الاستاذ محمد القحطانى بما فيه من مفردات جميلة وقد لمس موضوع هام لحياتنا اليومية ونحتاج فعلا لهذا التحليل الرائع ..تحياتى أستاذ محمد
(0)
(0)
زائر
27/05/2018 في 3:31 م[3] رابط التعليق
كالمعتاد : نسخ لصق
(0)
(0)