إن هناك قواعد أساسية ينبغي الانتباه لها والالتزام بها، منها:
1- معرفة فضل العلم وشرف أهله وبيان أهمية القراءة التي منها: الأنس بكلام الله وكلام أنبيائه وأقوال العلماء، والتعرُّف على جوانب الحكمة وعلل الأحكام الشرعية، وحفظ الأوقات وملؤها بالمفيد، والحيلولة دون قرين السوء، وتعلُّم العلوم الشرعية؛ إذ العلم حياةٌ ونور، والجهل موتٌ وظلمة.
2- التشجيع على القراءة، وذلك من خلال إنشاء مكتبة للمطالعة في البيت بشكل منظَّم، وإجراء مسابقات بحثيَّة، وإهداء كتيبات في بعض المناسبات (كالزواج، رمضان، العقيقة، العيد...الخ)، وتنشئة الأطفال من صغرهم على حبِّ القراءة.
3- التدرُّج في قراءة الكتب؛ ذلك لأنَّ مراحل القراءة عند أيِّ شخص تنقسم إلى خمس مراحل:
أ- تحبيب القراءة إلى النفس والانجذاب إليها (من خلال التشويق والإثارة، مثل كُتب السيرة والقصص).
ب- القراءة الجادة: بالكيفية السليمة، بحيث يتوفَّر التأنِّي والصبر والفهم والوعي.
ج- القراءة التحصيلية، بحيث يستوعب الشخص عامة ما يقرأ، ويفهم الموضوعات بشكلٍ دقيق، ويشعر بالترابط بين المعلومات القديمة والحديثة.
د- القراءة الناقدة، وذلك من خلال التقويم والنقد والتوجيه باتباع موازين دقيقة ومعايير منضبطة لتبيان المزالق والأخطاء والمزايا والحسنات.
هـ- القراءة الاستقرائية، من خلال الآفاق الواسعة لعالم القراءة: كتاب، مقالة، بحث، دراسة، رسالة جامعية، مادة صوتية سمعية ..الخ.
4- تذليل صعوبة الكلمات الغريبة الغامضة باستخدام قواميس ومعاجم مختصرة، مثل «مختار الصحاح» للرازي، و«المصباح المنير» للفيومي، خاصة وأنَّ هناك معاجم وقواميس خاصة لكلٍّ من القرآن والفقه وأصول الفقه واللغة والآداب والتاريخ...الخ.
5- تعلُّم قواعد اللغة العربية، وإتقان النحو والأساليب البلاغية.
6- القراءة على المشايخ أو طلبة العلم المتمكِّنين.
7- الحرص على قراءة الكتب الشرعية، مع الابتعاد عن كتُب الفلسفة والمنطق والفِرَق الضالة والمذاهب المبتدعة.
8- إتباع القراءة والعلم بالعمل والتطبيق على صعيد الواقع، والالتزام بذلك سلوكًا وآدابًا وأخذًا وعطاءً وتعاملاً.
9- التنويع في القراءة والمطالعة؛ فقد كان محمد بن الحسن رحمة الله قليل النوم في الليل، وكان يضع عنده الدفاتر، فإذا ملَّ من نوعٍ نظر في نوعٍ آخر.
10- إعادة القراءة: تثبتنًا للمعلومة، يقول البخاري رحمه الله: لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر.
11- اتخاذ الوضع المريح عند القراءة:
أ- أن يكون النور كافيًا.
ب- ألاَّ يكون الضوء منعكسًا على صفحات الكتاب أو يُلقي ظلالاً عليه.
ج- أن يقع الضوء على الكتاب.
د- أن يكون الظهر مستقيمًا معتدلاً.
هـ- أن يأخذ الشخص فترة للراحة كلَّما شعر بتعبٍ أو إجهاد.
12- اختيار الوقت المناسب للقراءة:
أ- الوقت الذي يعقب اليقظة من النوم هو أفضل الأوقات من القراءة في حال النعاس.
ب- الوقت الذي يعقب الراحة أفضل من القراءة في حالة التعب.
ج- القراءة في وقت البكور.
وإن كان تخصيص الوقت أمرًا نسبيًّا يختلف من شخصٍ إلى شخصٍ آخر.
13- اختيار المكان المناسب للقراءة :
أ- المكان الهادئ جيّد التهوية.
ب- المكان البعيد عن الضجيج والأصوات المزعجة.
ج- المكان البعيد عن الرَّوائح الفائحة والألوان الزاهية.
14- الامتناع عن الشواغل والأمور التي تشتت الذهن:
أ- رفع سماعة الهاتف أو استخدام الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي.
ب- استقبال كل طارق للباب.
ج- إجابة أي طلب لأيّ عمل.
د- خلط القراءة بالاستماع إلى أصوات أخرى، ويُستثنى من ذلك ما لا بد منه مثل إجابة نداء الوالدين والقيام بكلِّ عمل محمود تعلو مصلحته مصلحة القراءة.
15- إعارة واستعارة الكتب مع الالتزام بالآداب الواردة:
أ- شُكر المعير والدعوة له بالخير.
ب- ألاَّ يطول مقام الكتاب عند المستعير من غير حاجة.
ج- التعجيل بردِّ الكتب المستعارة، قال الزهري مرة ليونس بن زيد: إيَّاك وغلول الكتب..
قال يونس: وما غلول الكتب؟
قال: حبسها عن أصحابها.
وكتب البويطي مرة للربيع بن سليمان قائلاً:
احفظ كتابك؛ فإنه إن ذهب لك كتاب لم تجد بركة.
وقال بعضهم: لا تُعِر كتابك إلاَّ بعد يقينٍ بأن المستعير ذو علمٍ ودِين.
أ . د / زيد بن محمد الرماني
ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية