بعد تخطي كل مرحلة من مراحلي الدراسية أيقنتُ أن المعلم هو حجر الأساس واللبنة الأولى في بناء ما بداخل كل طالب وتغذية ما في روحه وعقله من بداية مشواره الدراسي إلى نهايته ، المعلم هو الذي يبدأ بغرس القيم والأخلاق في نفس الطالب ، وهو الذي يشكله في شخصيته ومبادئه الأولية . والتلميذ هنا هو الأساس الأول لبناء المجتمعات وتطورها .

بالمقابل قد يهدم المعلم كل ما بداخل الطالب من طموحات وقدرات وروح إيجابية فعليه أن يعي حجم هذه المنزلة .

المعلم حقاً هو الذي لا تفنى كلماته وحروفه وتصرفاته أمام تلاميذه وتبقى مخلدة في ذاكرة طالب العلم .

إن المعلم كنز عظيم يغذينا بالعلم والمعرفة لإعدادنا لمواجهة هذه الحياة .

في ظل هذا الإطراء تقع مسؤولية جمّة على معلم المستقبل فعليه أن يطور من ذاته والأهم من ذلك أن يكون راضي تمام الرضا عن عطاءه وفيما يرضي الله تعالى أولاً وأخيراً.

إن مهنة التدريس من أجّل المهن ومن أعظمها تقرباً لله سبحانه وتعالى وعليه يجب أن يخاف المعلم الله في تلاميذه وأن  يُوصل رسالة العلم كما يجب وكما يوجهه ضميره  ، فالعلم أمانة يجب أن تُؤدى على أكمل وجه وقدوتنا هنا معلمنا الأول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال عز شأنه صلى الله عليه وسلم : ‪ "إِنَّ اللَّه وَمَلاَئِكَتَهُ‪ وَأَهْلَ‪ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ‪ حَتَّى‪ النَّمْلَةَ‪ فِى‪ جُحْرِهَا‪ وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ‪ "

لكل معلم في هذه الأرجاء أنت قيّم في أعيننا وذو مكانة رفيعة في مجتمعنا وتطلعاتنا ، لك منّا جزيل الثناء على عطائك اللامنتهي وعلى جهودك المبذولة لإنشاء جيل صالح ينفع نفسه ويخدم وطنه وينهض بمجتمعه ، فالدين والوطن والمجتمع يستحق ذلك الجهد .

مشاعل السفياني

- جامعة الطائف